(١) فيه نسخ الملل كلها برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور وهذا جار على الأصل القائل: أنه لاحكم قبل ورود الشرع (شرح النووي ٢/ ١٨٨) (شرح الأبي ١/ ٢٦٢).
(٢) أن كل من يوجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة كلهم يجب عليهم الدخول في طاعته. وإنما ذكر اليهودي والنصراني؛ لأنهما من أهل الكتاب فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم ... كتاباً فغيرهم ممن لا كتاب له أولى (شرح النووي ٢/ ١٨٨).
٧٦٤ - (٣٩٣) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذي نفس محمد في يده ليأتين على أحدكم يوم ولايراني ثم لأن يراني أحبُّ إليه من أهله وماله معهم} رواه مسلم.
ورواه البخاري بدون القسم ولفظه: {وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبُّ إليه من أن يكون له مثل أهله وماله}.
التخريج:
م: كتاب الفضائل: باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم وتمنيِّه (شرح النووي ١٥/ ١١٨).
وانظر: خ: كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام (٤/ ٢٣٨) (الفتح ٦/ ٦٠٤).
المعنى:
المعنى والله أعلم: ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني فيه لحظة ثم لايراني بعدها أحبُّ إليه من أهله وماله جميعاً. ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجلسه الكريم ومشاهدته حضراً وسفراً؛ للتأدب بآدابه وتعلم الشرائع وحفظها ليبلغوها، وإعلامهم أنهم سيندمون على ما فرطوا فيه من الزيادة من مشاهدته وملازمته والله أعلم. (شرح النووي ١٥/ ١١٨ - ١١٩).
وفيه معنى آخر هو: أنه صلى الله عليه وسلم إذا فُقد تغير الحال على أصحابه فيقع من الاختلاف والفتن والكذب ما يود أحدهم لويراه بكل ما معه من أهل ومال وهذا وقع ساعة موته صلى الله عليه وسلم حتى تداركهم الله بأبي بكر رضي الله عنه، وأهل الحل والعقد (شرح الأبي ٦/ ١٥٥).
الفوائد:
الحديث من علامات النبوة لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر فيه عما لم يقع فوقع كما قال، فإن كل أحد من الصحابة بعد موته صلى الله عليه وسلم كان يود لو كان رآه وفقد مثل أهله وماله (الفتح ٦/ ٦٠٧).
٧٦٥ - (٣٩٤) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لايدري القاتل في أي شيء قَتل، ولايدري المقتول على أي شيء قُتل} رواه مسلم، وفي لفظ: {والذي نفسي بيده لاتذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لايدري القاتل