تكلم فيه بعضهم: فقد كان أبو حفص عمرو بن علي الفلاس يحلف أنه يكذب فيما يروي عن يحيى، وكان القواريري لايرضاه، وورد أن ابن معين كان لايعبأ به ويستضعفه، ولكن دافع عنه العلماء، قال الأزدي: بندار قد كتب عنه الناس وقبلوه، وليس قولهما مما يجرحه، ومارأيت أحداً يذكره إلا بخير وصدق. وقال الذهبي: ثقة صدوق، كذبه الفلاس فما أصغى أحد إلى تكذيبه؛ لتيقنهم أنه صادق أمين، وقد احتج به أصحاب الصحاح كلهم وهو حجة بلاريب.
وقال ابن حجر: ضعَّفه الفلاس ولم يذكر سبب ذلك فما عرجوا على تجريحه، احتج به الجماعة، وروى عنه البخاري بالمكاتبة؛ لشدة وثوقه به، ولم يكثر عنه؛ لأنه من صغار شيوخه، وكان مكثراً فكان يجد عنده ماليس عند غيره، وهو ثقة من العاشرة، مات سنة ٢٥٢ هـ وله بضع وثمانون (ع).
(٢) عبد الرحمن: هو عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري ـ مولاهم ـ أبو سعيد البصري: قال الشافعي: لاأعرف له نظيراً في الدنيا. وقال أحمد: كان معنيا بحديث سفيان، وقال: عبد الرحمن أقل سقطاً من وكيع في سفيان، قد خالف وكيعاً في ستين حديثاً من حديث سفيان، كان عبد الرحمن يجئ بها على ألفاظها، كان من النقاد، قال ابن المديني: إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن على ترك رجل لم أحدث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن؛ لأنه كان أقصدهما وكان في يحيى تشدد، وقال: مارأيت أعلم منه. قال ابن حبان: رأى جماعة من الصحابه إلا أنه لم تتبين صحة سماعه منهم، وقال: أبى الرواية إلا عن الثقات.
قال ابن حجر: ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث من التاسعة، مات سنة ١٩٨ هـ (ع).