قطعت عنق صاحبك: المراد به الهلاك؛ لأن من يقطع عنقه يقتل (الفتح ١٠/ ٤٧٧)، أوهي استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك لكن هلاك هذا في دينه والله أعلم (شرح النووي ١٨/ ٢٧)، وقد يكون هلاكاً في الدنيا أيضاً بأن يحمله الإعجاب بنفسه لما مُدح على تعاطي أسباب حتفه في الدنيا وهذا مشاهد كثير (شرح الأبي ٧/ ٣٠٤).
لامحالة: لاحيلة له في ترك ذلك وهي بمعنى لابد، والميم زائدة (الفتح ١٠/ ٤٧٧).
ولا أزكي على الله أحداً: لاأقطع على عاقبة أحد ولاضميره؛ لأن ذلك مغيب عني ولكن أحسب وأظن وذلك لوجود الظاهر المقتضي لذلك (شرح النووي ١٨/ ١٢٦، ١٢٧)(شرح الكرماني ٢١/ ١٩٩).
إن كان يعلم ذلك: أي يظن وكثيراً ما يجيء العلم بمعنى الظن (شرح الكرماني ١٨/ ١٩٣).
الفوائد:
(١) النهي عن المدح في الوجه وقد ورد المدح في الوجه في أحاديث صحيحة فجمع العلماء بين الأحاديث
بأن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح أما من لايخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي
عن مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير
والازدياد منه الدوام عليه أوالاقتداء به كان مستحباً والله أعلم (شرح النووي ١٨/ ١٢٦). وخص بعضهم النهي بمن يتغالى في مدح الإنسان بما ليس فيه، أو بمن يخاف عليه الإعجاب والفساد (شرح الأبي ٧/ ٣٠٤).
(٢) أن مدح الإنسان في وجهه ربما يحمله على العُجب والكبر، وعلى تضييع العمل وترك الازدياد والفضل (العمدة ٢٢/ ١٣٢).