للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصار فجعلن يكلمننا، ويراجعننا، وإني أمرت غلمانًا له ببعض الحاجة، فقالت امرأتي: بل أصنع كذا، وكذا، فقمت إليها بقضيب، فضربتها به، فقالت: يا عجبًا لك يا ابن الخطاب! تريد أن لا أتكلم، فإن رسول الله تكلمه نساؤه، فخرجت فدخلت على حفصة، فقلت: يا بنية انظري لا تكلمي رسول الله [(١) في شيء]، ولا تسأليه، فإن رسول الله ليس عنده دينار، ولا درهم (٢) يعطيكن (٣) فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك اسأليني، وكان رسول الله إذا صلى الصبح جلس في مصلاه، وجلس الناس حوله، حتى تطلع [(٤) الشمس]. ثم دخل على نسائه امرأة امرأة، يسلم عليهن، ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها، وإنها أهديت لحفصة بنت عمر [(٥) عكة] عسل من الطائف، أو من مكة، فكان رسول الله إذا دخل عليها، فسلم، حبسته حتى تلعقه منها، أو تسقيه منها، وإن عائشة أنكرت احتباسه عندها، فقالت لجويرية (٦) [(٧) عندها] حبشية تقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة، فادخلي عليها، فانظري ما يصنع؟ فأخبرتها الجارية [(٨) ما يصنع] بشأن العسل، فأرسلت عائشة إلى صواحبها، فأخبرتهن، وقالت: إذا دخل عليكن، فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير، ثم إنه دخل على عائشة، فقالت: يا رسول الله! أطعمت شيئًا منذ اليوم؟ فإني أجد منك ريح مغافير، وكان رسول الله أشد شيء عليه أن يوجد منه ريح شيء، فقال: هو عسل، والله! لا أطعمه أبدًا، حتى إذا كان يوم حفصة، قالت: يا رسول الله! إن لي حاجة إلى أبي، إن نفقة له عنده، فأذن له أن آتيه، فأذن لها، ثم أنه أرسل إلى جاريته مارية، فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها، فأتت حفصة، فوجدت الباب مغلقًا، فجلست عند الباب، فخرج رسول الله ، وهو فزع ووجهه يقطر عرقًا، وحفصة تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: إنما أذنت له من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي، ثم وقعت عليها على فراشي. ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن، أما والله! ما يحل لك هذا يا رسول الله! فقال: والله ما صدقت، أليس هي جاريتي


(١) من طس.
(٢) في طس: دنانير ولا دراهم.
(٣) في ح: يعطيكهن.
(٤) ساقط من ت.
(٥) من ح.
(٦) في ح: لجويرة.
(٧) ساقط من ت.
(٨) من طس.

<<  <  ج: ص:  >  >>