للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد أحلها الله لي؟ أشهدك أنها عليَّ حرام، ألتمس بذلك رضاءك، انظري لا تخبري بهذا امرأة منهن، فهي عندك أمانة، فلما خرج رسول الله : قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة، فقالت: ألا بشري؟ أن رسول الله قد حرم أمته، وقد أراحنا لله منها، فقالت عائشة: أما والله! إنه (١) كان يريبني أنه كان يقيل من أجلها، فأنزل الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ (٢) ثم قرأ رسول الله : ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾ فهي عائشة، وحفصة، وزعموا أنهما كانتا لا تكتم إحداها الأخرى شيئًا، وكان له أخ من الأنصار إذا حضرت وغاب في بعض ضيعته، حدثته بما قال رسول الله ، وإذا غبت في بعض ضيعتي، حدثني، فأتاني يومًا، وقد كنا نتخوف جبلة بن الأيهم الغساني [(٣) فقال: ما دريت ما كان؟ فقلت: وما ذاك؟ لعله جبلة بن الأيهم الغساني] يذكر؟ فقال: لا، ولكنه أشد من ذلك، أن رسول الله صلى الصبح، فلم يجلس، كما كان يجلس، ولم يدخل على أزواجه، كما كان يصنع، وقد اعتزل في مسربته، وقد تركت الناس يموجون، ولا يدرون (٤) ما شأنه؟ فأتيت والناس في المسجد يموجون، ولا يدرون، فقلت: (٥) يا أيها الناس! كما أنتم، ثم أتيت رسول الله وهو في مسربته، قد جعلت له عجلة، فرقى عليها، فقلت (٥) لغلام [(٦) له] أسود- وكان يحتجبه-: استأذن لعمر بن الخطاب، فاستأذن له، فدخلت- ورسول الله في مسربته، فيها حصير، وأهب معلقة، وقد أفضى بجنبه إلى الحصير، فأثر الحصير في جنبه، وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفًا، فلما رأيته، بكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: يا رسول الله! فارس والروم يضطجع أحدهم في الديباج والحرير، فقال: إنهم عجلت لهم طيباتهم [(٧) في الدنيا]، والآخرة لنا، ثم قلت: يا رسول الله! ما شأنك؟ فإني قد تركت الناس يموج بعضهم [(٧) في بعض]، فعن خبر أتاك [اعتزلتهن] (٨)؟ فقال: لا، ولكن [كان] (٩) بيني وبين


(١) في طس: لقد.
(٢) سورة التحريم آية ١.
(٣) ما بين المعكوفتين ساقط من ح.
(٤) في ح: ولا ندري.
(٥) في ت، و ح: "فقال".
(٦) ساقط من طس.
(٧) من طس.
(٨) ليس في ت، وفي ح فقال اعتزلهن.
(٩) ساقط من طس.

<<  <  ج: ص:  >  >>