للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاد ضباً، وجعله في كمه، يذهب به إلى رحله، فرأى جماعة، فقال: على من هذه الجماعة، فقالوا: على هذا الذي يزعم أنه نبي فشق الناس، ثم أقبل على رسول الله ، فقال: يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك وأبغض ولولا ان تسميني العرب (١) عجولًا، لعجلت عليك فقتلتك وسررت بقتلك الناس أجمعين.

فقال عمر: يا رسول الله! دعني أقتله، فقال رسول الله أما علمت! أن الحليم كاد أن يكون نبياً، ثم أقبل الأعرابي (٢) على رسول الله ، فقال: واللات والعزى لا آمنت بك، وقد قال له رسول الله : يا أعرابي: ما حملك على ان قلت ما قلت، وقلت غير الحق، ولم تكرم مجلسي، قال: وتكلمني -أيضاً- استخفافاً، برسول الله واللات والعزى لا آمنت بك، أو يؤمن بك هذا الضب، فأخرج الضب من كمه، فطرحه بين يدي رسول الله ، وقال: إن آمن بك هذا الضب آمنت بك، فقال رسول الله : يا ضب فتكلم (٣) الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين، فقال له (٤) رسول الله : من تعبد؟ قال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عذابه.

قال: فمن أنا يا ضب؟

قال: أنت رسول رب العالمين، وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك، وقد خاب من كذبك، فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقاً، والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو (٥) أبغض إليّ منك، ووالله لأنت الساعة أحب إليّ من نفسي ومن والدي، وقد آمنت (٦) بك بشعري وبشري، وداخلي وخارجي وسري، وعلانيتي، فقال رسول الله : الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى، لا يقبله الله إلا بصلاة ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن. فعلمه رسول الله الحمد (٧)،


(١) كذا في ح "العرب" وفي طص، وطس "قومي".
(٢) كلمة الأعرابي ليست في طص، وطس.
(٣) في ح فكلمه.
(٤) له ساقط من ح.
(٥) "هو" ليس في ح.
(٦) في طص: آمن بك شعري.
(٧) في طص: "الحمد لله" بزيادة لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>