للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كنت في مسجد رسول الله [في حلقة فيها أبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو] (١)، إذ مرّ الحسين بن علي، فسلّم، فرد عليه القوم، وسكت عبد الله بن عمرو، ثم رفع ابن عمرو صوته بعد ما سكت القوم، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أقبل على القوم، فقال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا: بل، قال: هو هذا المقفي، والله ما كلمته كلمة ولا كلمني كلمة منذ ليالي صفين، ووالله لئن يرضى عني أحب إليّ عن أن يكون له مثل أحد، فقال له أبو سعيد: ألا نغدوا إليه؟ قال: بل، فتواعدوا أن يغدوا إليه وغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخلنا فاستأذن لابن عمرو، فلم يزل به حتى أذن له الحسين، فدخل، فلما رآه [أبو سعيد] (١) زحل له (٢) -وهو جالس إلى جنب الحسين فمده الحسين إليه، فقام ابن عمرو، فلم يجلس، فلما رأى ذلك خلى عن أبي سعيد فزحل له، فجلس بينهما، فقص أبو سعيد القصة، فقال: أكذاك يا ابن عمرو؟ قال: أتعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: أي ورب الكعبة، إنك لأحب أهل الأرض إلى أهل السماء، قال: فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين، والله لأبي خير مني، قال:

أجل، ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله فقال: إن عبد الله يقوم الليل، ويصوم النهار، فقال رسول الله : صل، ونم، وصم وأفطر، وأطع عمراً، فلما كان يوم صفين أقسم علي، والله ما كثرت لهم سوادا، ولا اخترطت لهم سيفاً، ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، فقال له الحسين: أما علمت انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ قال: بلى، قال: كأنه قبل منه.

لم يروه عن إسماعيل إلا هاشم، ولا عنه إلا ابنه علي، تفرد به عباد.

[٣٧٧٨] حدثنا محمد بن علي الصائغ، ثنا أحمد بن عمر العلاف، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة:


[٣٧٧٨] تراجم رجال الإِسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>