للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شعر أنيس، فقال: يا أخي بمكة رجل يزعم (١) أنه نبي، وهو على دينك، قال ابن عباس: قلت لأبي ذر: وما كان دينك؟ قال: رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدون، فقلت (٢): أي شيء كنت تعبد؟ قال: لا شيء (٣)، كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء (٤) حتى يوقظني حر الشمس، فقلت: أين كنت توجه وجهك؟ قال: حيث وجهني ربي، قال لي أنيس: وقد سموه -يعني كرهوه، قال أبو ذر: فجئت حتى دخلت مكة، فكنت بين الكعبة وأستارها خمس عشرة ليلة ويوم، أخرج كل ليلة، فأشرب من ماء زمزم شربة، فما وجدت على كبدي سخفة جوع، ولقد تعكن بطني، فجعلت امرأتان تدعوان ليلة آلهتهما، وتقول إحداهما: يا إساف هب لي غلاماً، وتقول الأخرى: يا نائلة! هب لي كذا وكذا، فقلت: هن بهن (٥)، فوَلّتا، وجعلتا تقولان: الصابئ (٦) بين الكعبة وأستارها، إذ مرّ رسول الله وأبو بكر يمشي وراءه، فقالتا: الصابئ بين الكعبة، وأستارها، فتكلم رسول الله بكلام قبح ما قالتا، قال أبو ذر: فظننت أنه رسول الله ، فخرجت إليه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله! فقال: وعليك السلام، ورحمة الله ثلاثاً، ثم قال لي: منذ كم أنت هاهنا؟ قلت: منذ خمس عشرة يوماً (٧) وليلة، قال: فمن أين كنت تأكل؟ قال: كنت (٨) آتي زمزم كل ليلة نصف الليل، فأشرب منها شربة، فما وجدت على كبدي سخفة جوع، ولقد عكز بطني، فقال رسول الله : إنما طعم وشرب، وهي مباركة، قالها ثلاثاً، ثم سألني رسول الله ممن أنت؟ فقلت من غفار، قال: وكانت غفار يقطعون على الحاج، وكأن رسول الله انقبض عني، فقال لأبي بكر: انطلق [بنا] (٩) يا أبا بكر، فانطلق


(١) يزعم رسم في ح: زعيم.
(٢) في ح زيادة: فقلت أي شيء "كانوا يعبدون" وليس له وجه.
(٣) لا شيء رسم في طس: الشيء.
(٤) الخفاء بالخاء المعجمة وكسرها كساء يطرح على السقاء. (جامع الأصول ٩/ ٥٦).
(٥) الهن: عني به الذَكَر.
(٦) الصابيء رسم في ح: الصل.
(٧) في ح: يوم.
(٨) كلمة "كنت" ليست في طس.
(٩) ما بين المعكوفين من طس.

<<  <  ج: ص:  >  >>