للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد ضممت إليك الناحية، فأخرج بجيشك، فإذا خلفت بأفواه الشام، فضع سيفك، فاقتل من أبى بيعتي حتى تصير إلى المدينة، ثم ادخل المدينة، فاقتل من أبى بيعتي، وإن أصبت وائل بن حجر حياً فائتني به، ففعل، وأصاب وائلًا حيّاً، فجاء إليه، فَأمر معاوية أن يتلقى، وأذن له، وأجلسه معه على سريره، فقال له معاوية اسريري هذا أفضل، أم ظهر ناقتك؟ فقال (١): يا أمير المؤمنين! كنت قريب (٢) عهد بجاهلية وكفر، وكانت تلك سيرة الجاهلية، وقد أتانا الله اليوم بالإِسلام، فبسيرة الإِسلام ما فعلت، قال: فما منعك من نصرنا؟ وقد اتخذك عثمان ثقة وصهراً؟ قلت: إنك قاتلت رجلاً هو أحق بعثمان منك، قال: وكيف يكون أحق بعثمان مني؟ وأنا أقرب إلى عثمان في النسب، قلت: إن النبي كان آخى بين علي وعثمان، فالأخ أولى من ابن العم، ولست أقاتل المهاجرين، قال: أولسنا مهاجرين؟ قلت: أولسنا قد اعتزلناكما جميعاً؟

وحجة أخرى: حضرت رسول الله ، وقد رفع رأسه نحو المشرق، وقد حضره جمع

كثير، ثم رد إليه بصره، فقال: أتتكم الفتن، كقطع الليل المظلم، فشدد أمرها، وعجله، وقبحه، فقلت له من بين القوم: يا رسول الله! وما الفتن؟ فقال:

وائل! إذا اختلف سيفان في الإِسلام، فاعتزلهما، فقال: أصبحت شيعياً؟ فقلت: لا، ولكن أصبحت ناصحاً للمسلمين، فقال معاوية: لو سمعت ذا، وعلمته ما أقدمتك، قلت: أو ليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان، انتهى بسيفه إلى صخرة، فضربه بها حتى انكسر، فقال: أولئك قوم يحملون [علينا] (٣)، قلت: وكيف تصنع بقول رسول الله : من أحب الأنصار فبحبي أحبهم (٤)، ومن أبغض الأنصار فببغضي، أبغضهم (٥)، فقال: اختر أي البلاد شئت، فإنك لست براجع إلى حضرموت، فقلت: عشيرتي بالشام، وأهل بيتي بالكوفة، فقال رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك، فقلت: مارجعت إلى حضرموت


(١) في طص: فقلت.
(٢) في طص: حديث.
(٣) ما بين المعكوفين من طص.
(٤) أحبهم ليس في طص.
(٥) أبغضهم ليس في طص.

<<  <  ج: ص:  >  >>