للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعى إلينا نبينا (١) وحبيبنا بأبي هو وأمي نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا إليه في بيت أمنا عائشة، ثم نظر إلينا، فدمعت عيناه، وتشدد، فقال: مرحبًا بكم [(٢) حياكم الله، رحمكم الله آواكم الله] نفعكم الله، هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم إني لكم منه نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده، وبلاده، فإن الله قال لي ولكم: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٣)، ثم قال: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين، ثم قال: [(٤) قد] دنا الأجل، والمتقلب إلى الله، وإلى سدرة المنتهى، وإلى جنة المأى، وإلى الرفيق الأعلى، والكأس الأوفى والحظ، والعيش المهني، قلنا: فمن يغسلك يا رسول الله؟ قال: رجال أهل بيتي، الأدنى فالأدنى، قلنا: وكيف نكفنك؟ قال: في ثيابي هذه، إن شئتم، أو في حلة يمانية، أو في بياض مصر، قلنا: فمن يصلي عليك منا، فبكينا، بكى، ثم قال: مهلًا، غفر الله لكم، وجزاكم عن نبيكم خيرًا، إذا غسلتموني، وكفنتموني، فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي جليسي وخليلي جبريل، ثم ميكائيل؛ ثم إسرافيل، ثم ملك الموت مع جنوده، ثم أدخلوا علي فوجًا فوجًا، فصلوا علي، وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بباكية ولا ضجة، ولا رنة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ونساؤهم، ثم أنتم، اقرأوا عني السلام كثيرًا من غاب من أصحابي، فإني قد سلمت على من بايعني على ديني إلى يوم القيامة، قلنا: فمن يدخلك قبرك؟ قال: أهلي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم.

لم يجود إسناده، إلا عمر العنقزي، ورواه (٥) المحاربي (٦)، عن عبد الملك الأصبهاني، عن مرة، عن عبد الله، فلم يذكر خلادًا، ولا الأشعث، ولا الحسن العرني.


(١) في (طس): رسول الله.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ت).
(٣) سورة القصص الآية ٨٣.
(٤) ساقط من (ت).
(٥) أخرجه البزار كما تقدم.
(٦) في (طس): البخ

<<  <  ج: ص:  >  >>