للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبلكم (١) يعني النبي ، فيقول: أشهد أنه رسول الله، جاءنا بالبينات من عند ربنا، فصدقناه، واتبعناه، فيقال له: صدقت، وعلى هذا حييت، وعلى هذا مِتَّ، وعليه تبعث، إن شاء الله، ويفسح له في قبره مد بصره، فذلك قول الله ﷿: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾. (٢)، ويقال: افتحوا له بابًا [إلى النار، فيفتح له باب إلى النار، فيقال: هذا كان منزلك، لو عصيت الله ﷿، فيزداد غبطةً وسرورًا، ويقال: افتحوا له بابًا] (٣) إلى الجنة، فيفتح له، فيقال: هذا منزلك، وما أعد الله لك، فيزداد غبطةً وسرورًا، فيعاد الجلد إلى ما بدأ منه، وتجعل روحه في نسيم طير يعلق في شجر الجنة، وأما الكافر، فيؤتى في قبره من قبل رأسه، فلا يوجد شيء، فيؤتى من قبل رجليه، فلا يوجد شيء، فيجلس خائفًا مرعوبًا، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم، وما تشهد به؟ فلا يهتدي لاسمه، فيقال: محمد ؟ فيقول: سمعت الناس يقولون شيئًا، فقلت: كما قالوا، فيقال له: صدقت، على هذا حييت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، فذلك قوله ﷿: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (٤)، فيقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة، فيفتح له باب إلى الجنة، فيقال له: هذا كان منزلك، وما أعدَّ الله لك، لو كنت أطعته، فيزداد حسرة وثبورًا، ثم يقال: افتحوا له بابًا إلى النار، يفتح له باب إليها، فيقال له: هذا منزلك، وما أعدّ الله لك، فيزداد حسرة، وثبورًا.

قال أبو عمر: قلت لحماد بن سلمة: كان هذا من أهل القبلة؟ قال: نعم،

قال أبو عمر: كأنه شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع قلبه، كان يسمع الناس يقولون شيئًا، فيقوله.

لم يروه عن محمَّد بن عمرو بهذا التمام، [(٥) إلا حمّاد]، تفرد به أبو عمر.


(١) في (طس): فيكم.
(٢) سورة إبراهيم: الآية ٢٧.
(٣) ما بين الرقمين ساقط من (ح).
(٤) سورة طه: الآية ١٢٤.
(٥) ساقط من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>