للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثنا إسحق بن منصور، ثنا خالد [(١) العبد]، عن عبد الكريم الجزري، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جده،


= أبيه، عن جده، وأنا أذكر هنا آراء الأئمة بشيء من التفصيل، مع بيان الراجح، في ضوء أقوال النقاد.
* عمرو بن شُعيب بن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، القرشي، اختلف فيه اختلافًا كثيرًا.
فضعفه البعض مطلقًا، كأبي داود، ويحيى القطان، وابن معين في رواية، ووثقه الجمهور منهم أحمد، وابن معين، و إسحق بن راهويه، والعجلي، والنسائي، وأحمد بن سعيد الدارمي، ويعقوب بن شيبة.
وتكلم بعض في روايته عن أبيه، عن جده .. خاصة- كأبي زرعة، وابن معين في رواية، وابن حبان وغيرهم، وسبب قدحهم هذا يتلخص في أمرين.
الأمر الأول: إن عمروا لم يسمع من أبيه إلا أحاديث يسيرة وعامة رواياته من صحيفة أبيه التي
وجدها بعبد موته.
والأمر الثاني: إن كان المراد من الجد عبد الله بن عمرو، فإن شعيبًا لم يدرك جده عبد الله بن عمرو، فيكون منقطعًا، وإن كان المراد من الجد محمدًا، فمحمد ليس له صحبة، فيكون مرسلًا.
والراجح أن عمرو بن شُعيب حجة، وأما ما عللوا به أن عامة رواياته من صحيفة، فهذا ليس بقدح، فإنه من طريق وجادة صحيحة، وهو أحد وجوه التحمل.
وأما التعليل الثاني، بأن شعيبًا لم يدرك جده عبد الله بن عمرو، فهو غير صحيح - كما سيأتي بعد قليل في ترجمة شُعيب أنه أدرك جده وسمع منه، بل هو الذي رباه بعبد وفاة أبيه.
وأما الذين ضعفوه مطلقًا- فهو محمول على روايته عن أبيه، عن جده.
وقد صحح رواية عمرو بن شُعيب عن أبيه، عن جده غير واحد من الأئمة قال البخاري:
رأيت أحمد والحميدي، وعلي بن عبد الله (ابن المديني) وأبا عبيدة، وابن راهويه يحتجون بحديث عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين.
وقال مُرَّة: اجتمع علي، وابن معين، وأحمد، وأبو خيثمة، وشيوخ من أهل العلم يتذاكرون حديث عمرو بن شُعيب، فثبتوه، وذكروا أنه حجة.
وقال يعقوب بن شيبة: مارأيت أحدًا من أصحابنا ممن ينظر في الحديث ويتقي الرجال يقول في عمرو بن شُعيب شيئًا، وحديثه عندهم صحيح، وهو ثقة ثبت، والأحاديث التي أنكروا من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء رووها عنه، وما روى عنه الثقات فصحيح. =

<<  <  ج: ص:  >  >>