وقال السيوطي- بعد نقله كلام أحمد الدارمي-: قال النووي في شرح المهذب: هو الصحيح المختار الذي عليه المحققون من أهل الحديث، وهم أهل هذا الفن ومنهم يؤخذ. وفي شرح ألفية العراقي (٣/ ٩٢) وقد اختلف في الاحتجاج برواية عمرو بن شُعيب عن أبيه، عن جده، وأصح الأقوال أنها حجة مطلقًا إذا صح السند إليه. وقال ابن الصلاح: وقد احتج أكثرُ أهل الحديث بحديثه حملًا لمطلق الجد فيه على الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص، دون ابنه محمد والد شُعيب، كما ظهر لهم من إطلاق ذلك (راجع التاريخ الكبير ٦/ ٣٤٢، تهذيب الأسماء ٢/ ٢٨، التهذيب ٨/ ٤٨، الجرح والتعديل ٦/ ٢٣٨، تدريب الراوي ص ٤٣٤، فتح المغيث ٣/ ١٧٨، مقدمة ابن الصلاح، ص ٢٨٣، الميزان ٣/ ٢٦٣). وأما شُعيب فهو ابن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد ينسب إلى جده، روى عن جده وابن عباس، وابن عمر، ومعاوية، وعبادة بن الصامت، وأبيه محمَّد بن عبد الله، وعنه ابناه عمرو، وعمر، وثابن البناني وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات، وقد تقدم في ترجمة عمرو بن شُعيب أن جماعهً من المحدثين صححوا حديثه عن أبيه عن جده، ففيه إشارة واضحة إلى توثيقهم لشعيب. وذكر البخاري وأبوداود وغيرما أنه سمع من جده، ولم فذكر أحد منهم أنه يروي عن أبيه محمد. وقال ابن المديني وأحمد بن سعيد الدارمي: قد سمع شعيب من عبد الله بن عمرو (فتح المغيث ٣/ ١٧٨). وقال الجوزجاني: قلت لأحمد: عمرو سمع من أبيه، قال: يقول: حدثني أبي، قلت: فأبوه (شُعيب) سمع من عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم، أراه قد سمع منه (التهذيب ٨/ ٥٠). وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري: صح سماع عمرو من أبيه، وصح سماع شعيب من جده (التهذيب ٨/ ٥٠). وقال الذهبي: إن شعيبًا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي رباه، حتى قيل إن محمدًا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفل شعيبًا جده عبد الله، فإذا قال (عمرو) عن أبيه، ثم قال عن جده، فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد إلى شُعيب (الميزان ٣/ ٢٦٦). وقال أيضًا- قد مرَّ أن محمدًا قديم الموت، وصح -أيضًا- أن شعيبًا سمع من معاوية، وقد مات معاوية قبل عبد الله بن عمرو بسنوات، فلا ينكر له السماع من جده، سيما هو الذي رباه، =