للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه أحمد في "مسند" (١): ثنا أسود بن عامر، نا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "جاء رسول الله - عليه السلام - إلى المسجد، فرآهم عزين متفرقين، قال: فغضب غضبًا شديدا ما رأيناه غضب غضبًا أشد منه، قال: والله لقد هممت أن آمر رجلًا يؤم الناس، ثم أتتبع هؤلاء الذين يتخلفون عن الصلاة في دورهم فأحرقها عليهم".

ص: وقد وافق أبا هريرة من التابعين على ما قال من ذلك سعيد بن المسيب - رضي الله عنه -.

حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد، قال: أنا عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب - رضي الله عنه - قال: "كانت الصلاة التي أراد النبي - عليه السلام - أن يحرق على من تخلف عنها: صلاة العشاء الآخرة".

ش: وافق أبا هريرة سعيد بن المسيب في إخباره أن الصلاة التي قال فيها النبي - عليه السلام -: "ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم" الحديث.

هي الصلاة العشاء، ورواة هذا الأثر ثقات.

فإبراهيم بن مرزوق وثقه الدارقطني، وعفان بن مسلم الصفار شيخ أحمد روى الجماعة، وحماد بن سلمة روى له مسلم والأربعة، وعطاء الخراساني روى له الجماعة إلا البخاري، وسعيد بن المسيب من سادات التابعين وأكابرهم.

ص: وقد روي عن جابر بن عبد الله خلاف ذلك كله وأن ذلك القول لم يكن من النبي - عليه السلام - لحال الصلاة، وإنما كان لحال أخرى.

حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد بن موسى، قال: ثنا عبد الله بن لهيعة، قال: ثنا أبو الزبير قال: "سألت جابرًا - رضي الله عنه - أقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا شيء لأمرت رجلًا يصلي بالناس ثم لحرقت بيوتًا على ما فيها؟ قال جابر - رضي الله عنه -: إنما قال ذلك من أجل رجل بلغه عنه شيء، فقال: لئن لم ينته لأحرقن عليه بيته على ما فيه".


(١) "مسند أحمد" (١/ ٣٧٧ رقم ٨٨٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>