للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبَشير -بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة- الأنصاري المدني.

قيل: إنه صحب النبي - عليه السلام - ولا يثبت سماعه منه، والأكثرون على أنه تابعي، روى له الجماعة سوى الترمذي.

وأبوه أبو مسعود اسمه عقبة بن عمرو البدري الأنصاري الصحابي.

وأخرجه أبو داود (١) مطولًا وقال: ثنا محمد بن سلمة، نا ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، أن ابن شهاب أخبره: "أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدًا على المنبر، فأخَّر العصر شيئًا، فقال له عروة بن الزبير: أما إن جبريل - عليه السلام - قد أخبر محمدًا - عليه السلام - بوقت الصلاة، فقال له عمر: اعلم ما تقول، فقال له عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول: نزل جبريل - عليه السلام - فأخبرني بوقت الصلاة، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صلت معه -يحسب بأصابعه خمس صلوات- فرأيت رسول الله - عليه السلام - صلى الظهر حين نزول الشمس، وربما أخّرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء، قبل أن تدخلها الصفراء، فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات، لم يعد إلى أن يسفر".

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٢)، والبيهقي في "سُننه" (٣): وقد احتج به قوم على أن حكم التغليس مستمر، وأنه سُنَّه مستمرة.


(١) "سنن أبي داود" (١/ ١٦١ رقم ٣٩٤).
(٢) "صحيح ابن حبان" (٤/ ٢٩٨ رقم ١٤٤٩).
(٣) "السنن الكبرى" (١/ ٣٦٣ رقم ١٥٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>