للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه النسائي (١): وقد ذكرناه عن قريب.

قوله: "أو إلى ما ذكر في هذه الآثار من الأماكن" يعني من قباء، أو من العوالي، أو من بني عمرو بن عوف.

ص: وقد روي عن أنس بن مالك أيضًا في ذلك ما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا شعبة، عن أبي صدقة مولى أنس، عن أنس: "أنه سئل عن مواقيت الصلاة، فقال: كان رسول الله - عليه السلام - يصلي صلاة العصر ما بين صلاتيكم هاتين".

قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذلك يحتمل أن يكون أراد بقوله: "فيما بين صلاتيكم هاتين" ما بين صلاة الظهر وصلاة المغرب، فذلك دليل على تأخير العصر، ويحتمل أن يكون أراد فيما بين تعجيلكم وتأخيركم، فذلك دليل على التأخير أيضًا, وليس بالتأخير الشديد، فلما احتمل ذلك ما ذكرنا، وكان في حديث الأبيض عن أنس: "أن رسول الله - عليه السلام - كان يصليها والشمس بيضاء محلقة" دل ذلك على أنه قد كان يؤخرها.

ش: أي قد روي عن أنس أيضًا في ما يدل على أنه - عليه السلام - كان يؤخر العصر غير تأخير شديد، وهو ما أخرجه عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار، عن وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي صدقة واسمه توبة الأنصاري البصري مولى أنس بن مالك.

روى له النسائي وأخرجه (٢): من حديث شعبة، عن أبي صدقة، عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله - عليه السلام - يصلي الظهر إذا زالت الشمس، ويصلي العصر بين صلاتيكم هاتين، ويصلي المغرب إذا غربت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق -قال على إثره-: ويصلي الصبح إلى أن ينفسخ البصر".


(١) تقدم تخريجه.
(٢) "المجتبى" (١/ ٢٧٣ رقم ٥٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>