للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت -زاد محمود: ولا معطي لما منعت، ثم اتفقا- ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

قال بشر: "ربنا لك الحمد". لم يقل محمود: "اللهم" قال: "ربنا ولك الحمد".

وأخرجه النسائي (١): أنا عمرو بن هشام أبو أمية الحراني، قال: ثنا مخلد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد، أن رسول الله - عليه السلام - كان يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، حق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا نازع لما أعطيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

قوله: "أهل الثناء والمجد" وهو منصوب على النداء، والمعنى: يا أهل الثناء والمجد. وهو المشهور، ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي أنت أهل الثناء، و"الثناء" الوصف الجميل والمدح، و"المجد" العظمة ونهاية الشرف.

قال القاضي عياض: ووقع في رواية ابن ماهان: "أهل الثناء والحمد" وله وجه، ولكن المشهور الصحيح هو الأول.

قوله: "أحق ما قال العبد، وكلنا" هكذا هو الراوية المشهورة "أحق" بالألف، "وكلنا" بالواو ولكن وقع في رواية النسائي: "حق" بدون الألف، ووقع في بعض روايات النسائي: "خير ما قال العبد".

وقال بعض الأفاضل: هو الصحيح.

ووقع في كتب الفقه: "حق ما قال العبد كلنا" (٢) بحذف "الألف" و"الواو"،


(١) "السنن الكبرى" (١/ ٢٢٤ رقم ٦٥٥) بهذا اللفظ، وهو في "المجتبى" (٢/ ١٩٨ رقم ١٠٦٨) مع اختلاف في بعض ألفاظه.
(٢) وهكذا رواه النسائي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٢٤ رقم ٦٥٥).
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (١/ ٢٤٤): وقع في كتاب "المهذب" ما وقع هنا بإسقاط الألف من "أحق" وبإسقاط الواو من "وكلنا"، وتعقبه النووي بأن الذي عند المحدثين بإثباتها، كذا قال، وهو في "سنن النسائي" بحذفها أيضًا. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>