كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

ص: كتاب الصلاة - ص: باب: الإمام يقول سمع الله لمن حمده هل ينبغي له أنا يقول بعدها: ربنا لك الحمد أم لا؟ - ج: 4 - ص: 302

صلاته، ورفع رأسه من آخر ركعة قال: اللهم ربنا لك الحمد ... " إلى آخره نحوه، وفي آخره: "وطوّل رسول الله - عليه السلام - صوته بالجدّ ليعلموا أنه ليس كما يقولون".

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): عن يحيى بن أبي بكير، عن شريك ... إلى آخره نحوه.

وهذا الحديث كما قد رأيته أخرجه الطحاوي عن خمسة من الصحابة وهم: علي ابن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبي سعيد الخدري، وأبي جحيفة السوائي.

ولما أخرج الترمذي (٢) حديث علي - رضي الله عنه - قال: وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وابن أبي أوفى، وأبي جحيفة، وأبي سعيد (٣).انتهى.

وحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - (٤).

ص: فليس في هذه الآثار أنه كان يقول ذلك وهو إمامٌ، ولا فيها ما يدل على شيء من ذاك، غير أنه قد ثبتَ بها أن مَنْ صلى وحده يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد.

فاردنا أن ننظر هل روي عن النبي - عليه السلام - ما يدل على حكم الإمام في ذلك كيف هو؟ وهل يقول في ذلك ما يقول مَنْ يصلي وحده أم لا؟

فإذا يونس قد حدثنا، قال: أنا ابنُ وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة أنهما سمعاه يقولُ: "كان

---

(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢٢٢ رقم ٢٥٥٠).
(٢) "جامع الترمذي" (٢/ ٥٣ رقم ٢٦٦).
(٣) وروي أيضًا من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - كما في "المعجم الكبير" للطبراني (١٠/ ١٦٨ رقم ١٠٣٤٨)، و"الدعاء" للطبراني (١/ ١٨٥ رقم ٥٥٥)، وكذا روي عن عائشة كما في "الدعاء" (١/ ١٨٧ رقم ٥٦٩).
(٤) بيَّض له المؤلف -رحمه الله-، وانظر "تلخيص الحبير" (١/ ٢٤٤).