وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): ثنا هشيم، قال: أنا منصور، عن بكر بن عبد الله المزني:"أن ابن عمر صلى ركعتين ثم سلَّم, ثم قال: أدخلوا إليّ ناقتي فلانة، ثم قام فأوتر بركعة".
ففي هذين الأثرين أنه كان يوتر بثلاث ولكنه كان يفصل بين الواحدة والاثنتين بتسليمة، فثبت لنا أحد شقي المدّعئ؛ لأن المدّعى شيئان:
أحدهما: كون الوتر ثلاث ركعات.
والآخر: كونه بتسليمة واحدة.
ففيما ذكرنا ثبت أن الوتر ثلاث ركعات.
وأما ثبوت الشق الآخر فبقول ابن عمر أيضًا حين سأله عقبة بن مسلم عن الوتر فقال:"أتعرف وتر النهار؟ قلت: نعم، صلاة المغرب. قال: صدقت أو أحسنت".
أخرجه بإسناد مصري صحيح، عن روح بن الفرج القطان المصري شيخ الطبراني أيضًا, عن يحيى بن عبد الله بن بكير الدمشقي المصري شيخ البخاري وغيره، عن بكر بن مضر بن محمَّد أبي عبد الملك المصري، عن جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة المصري، عن عقبة بن مسلم التجيبي أبي محمَّد المصري القاضي إمام مسجد الجامع العتيق بمصر، قال العجلي: مصري تابعي ثقة.
وأخرجه الطبراني مقتصرًا على قول النبي - عليه السلام - وقال: ثنا يحيى بن علي بن صالح , ثنا إسحاق بن بكر بن مضر , ثنا أبي , عن جعفر بن ربيعة , عن عقبة بن مسلم قال:"سألت عبد الله بن عمر عن الوتر فقال: بينما نحن في المسجد، قام رجل فسأل رسول الله - عليه السلام - عن الوتر وعن صلاة الليل فقال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أصبحت وخشيت الصبح فأوتر بواحدة".