للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي قد علمه عنده صوابًا، وقد يجوز أن يكون قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أصاب معاوية" على التقية منه له يعني أصاب في شيء آخر؛ لأنه كان في زمنه.

ش: تقرير السؤال أن يقال: إنكم قلتم إن الوتر عند ابن عباس ثلاث؛ لأن أحاديثه إذا جمعت تدل على أنه - عليه السلام - كان يوتر بثلاث ركعات، ولكن ابن عباس كان يكره أن يوتر أحد وترًا لم يتقدمه تطوع، فهذا ابن عباس قد روى عنه أنه اسْتَصْوبَ فعل معاوية حين أوتر بركعة واحدة لم يتقدمها شيء حيث قال: "أصاب معاوية".

أخرج ذلك عن محمَّد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني شيخ أبي داود والنسائي أيضًا، عن الوليد بن مسلم الدمشقي، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن عطاء ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (١): ثنا هشيم، قال: أنا الحجاج، عن عطاء: "أن معاوية أوتر بركعة فأنكر ذلك عليه، فسئل ابن عباس فقال: أصاب السنة".

وأخرجه البخاري في كتاب مناقب الصحابة في باب "ذكر معاوية" (٢): ثنا ابن أبي مريم، ثنا نافع بن عمر، حدثني ابن أبي مليكة: "قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟ قال: فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: أصاب؛ إنه فقيه".

وأخرجه البيهقي في "سننه" (٣) في باب "الوتر بركعة" من هذا الطريق.

وتقرير الجواب أن يقال: إنه قد روي أيضًا عن ابن عباس ما يدل على أنه أنكر على معاوية في إيتاره بركعة واحدة.

أخرج ذلك من طريقين صحيحين على شرط مسلم:

أحدهما: عن أبي غسان مالك بن يحيى الهمداني، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن عمران بن حُدَير السَّدوسيّ أبي عبيدة البصري، عن عكرمة.


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٧/ ٣١٣ رقم ٣٦٤٠٦).
(٢) "صحيح البخاري" (٣/ ١٣٧٣ رقم ٣٥٥٤).
(٣) "سنن البيهقي الكبرى" (٣/ ٢٧ رقم ٤٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>