الشهر ستمائة، وعدد آي القرآن ستة آلاف وشيء، فإذا قرأ عشر آيات في كل ركعة يحصل الختم فيها.
وقال صاحب "الهداية": ولم يذكر قدر القراءة، وكثر المشاع على أن السنة فيها الختم مرة؛ فلا يترك لكسل القوم.
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا يحيى بن سليمان الجعْفي، قال: أنا ابن وَهْبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن أبي هلال، عن ابن السبّاق، عن المسوَر بن مخرمة قال:"دفنّا أبا بكر - رضي الله عنه - ليلًا، فقال عمر - رضي الله عنه -: إني لم أوُتِرْ. وَصفَّنا وراءه، فصلَّى بنا ثلاث ركعات لم يسلم إلا في آخرهن".
ش: إسناده صحيح في غاية الصحة، ورجاله رجال الصحيح.
يحيى بن سليمان الجعفي أبو سعيد المقرئ الكوفي نزيل مصر شيخ البخاري.
وابن أبي هلال هو سعيد بن أبي هلال أبو العلاء المصري.
وابن السبّاق هو عبيد بن السباق الثقفي المدني.
والمِسْور بن مخرمة بن نوفل القرشي له ولأبيه صحبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): ثنا أبو معاوية، عن ابن جرير، عن إسماعيل بن محمَّد بن سَعْد، عن ابن السبّاق:"أن عمر - رضي الله عنه - دفن أبا بكر ليلًا، ثم دخل المسجد فأوتر بثلاثٍ".
ويستفاد منه أحكام:
جواز دفن الميت بالليل، وكافت وفاة أبي بكر - رضي الله عنه - بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمانٍ بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة بين المغرب والعشاء، وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، والأول أصح. وكان رسول الله - عليه السلام - أسنّ من أبي بكر - رضي الله عنه - بمقدار سنيّ خلافته، وكان مولده بمكة بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أيامًا، وغسَّلته زوجته أسماء بنت عميس بوصية أبي بكر بذلك