للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "بعُسفان" بضم العين وسكون السين المهملة وبالفاء بعدها ألف ثم نون، وهي قرية جامعة بها منبر، على ستة أميال من مكة، وذكرت في كتاب "البلدان" أنها على مرحلة من خُلَيص في الجنوب، ومن عُسْفان إلى بطن مرّ ثلاثة وثلاثون ميلًا، وسُمِّيت عسفان لتعسف السيول فيها، وكانت صلاته - عليه السلام - بعسفان صلاة الخوف سنة أربع من الهجرة، وكانت هي غزوة بني لحيان، وهكذا ذكر البيهقي في "الدلائل".

وأما ابن إسحاق فإنه ذكر أنها كانت في جمادى الأولى من سنة ست للهجرة بعد الخندق وبني قريظة، وهو الأشبه مما ذكره البيهقي.

وقال الواقدي: حدثني ربيعة بن عثمان، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال: "أول ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، ثم صلاها بعد بعُسفان بينهما أربع سنين" قال: وهذا عندنا أثبت.

قوله: "فيهم" أي: في المشركين.

قوله: "أو عليهم" شك من الراوي، أي: أو على المشركين.

قوله: "بالآيات" أراد بها آيات القصر وهي قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} (١) الآية، وقال علي - رضي الله عنه -: "نزل قوله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ} (١) بعد قوله: {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} (١) بسنة في غزوة بني أسد؛ صلى رسول الله - عليه السلام - الظهر قال بعضهم: هلًا شدَدْتم عليهم وقد أمكنوكم من ظهورهم؟ فقالوا: بعدها صلاة أحبّ إليهم من آبائهم وأولادهم؛ فنزل {إِنْ خِفْتُمْ} (١) إلى قوله: {عَذَابًا مُهِينًا} (٢) ليشرع صلاة الخوف".

قوله: "وصلاها مرةً أخرى في أرض بني سُلَيم" وسُلَيم -بضم السين- قبيلة من قيس غيلان، وهو سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس غيلان، وسُلَيم أيضًا قبيلة في جذام من اليمن.


(١) سورة النساء، آية: [١٠١].
(٢) سورة النساء، آية: [١٠٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>