وكعب بن مرة -وقيل: مرة بن كعب- البهْزي الصحابي، لم يخرِّج له الشيخان شيئًا، وقال ابن أبي حاتم: كعب بن مُرّة البَهْزي له صحبة، سكن الأردن من مدن الشام، ومات بها سنة تسع وخمسين، روى عنه شرحبيل بن السمط.
وقال ابن عبد البر: له أحاديث يرويها أهل الكوفة، عن شرحبيل بن السمط، عن كعب بن مُرّة، وأهل الشام يَرْوونها عن شرحبيل، عن عمرو ابن عبسة، والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي في "سننه"(١): من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط أنه قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب:"حَدِّثْنا حديثًا سمعتَه من رسول الله - عليه السلام -. قال: سمعتُ رسول الله - عليه السلام - دعَا على مُضَر، فأتيتُه، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد أعطاك واستجاب لك ... " إلى آخره نحوه، غير أن في لفظه:"حتى سقوا" موضع "حتى مُطروا".
قوله:"غيثًا" أي مطرًا.
قوله:"مغيثًا" من الإغاثة وهي الإعانة.
قوله:"مريئًا" أي هنيئًا صالحًا كالطعام يمرر، معناه الخلوّ عن كل ما ينُغّصه كالهدم والغرق ونحوهما، ويقال: مرأني الطعام، وأمرأني إذا لم يثقل على المعدة، وانحدر عنها طيبًا، قال الفراء: يقال: هنأني الطعام ومرأني بغير ألف، فإذا أفردوها عن هنأني قالوا: أمرأني.
قلت: يحتمل أن يكون هنا بلا همز ومعناه: مِدرارًا، من قولهم: ناقة مَرِي. أي كثيرة اللبن، ولا أُحَقِّقَه روايةً.
قوله:"مَريعًا" بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها عين مهملة: أي مخصبًا ناجعًا من مَرع الوادي مَراعةً، يقال: مكان مريع أي خصيبُ، ويُروى بضم الميم من أمرع المكان إذا أخصب، ويُرْوى بالباء الموحدة من أربع