للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فرعدت ويرقت" رعدت السماء وبرقت، وأرعدت وأبرقت لغتان، ومعنى رعدت: صوّتت، وأسند صوت الرعد إلى السحابة مجازّا باعتبار كونه مجاوزًا لها، والرعدُ ملك يزجر السحاب، وزجره تسبيحه، قال الله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} (١) ومعنى برقت: خرج منها برق، والبرق للرعد أيضًا، قال الشافعي: أخبرنا الثقة أن مجاهدًا قال: الرعد ملك والبرق أجنحته.

قوله: "ثم أمطرت" هكدًا هو بالألف مطرت وأمطرت لغتان، ولا التفات إلى قول من قال: لا يقال: أمطر بالألف إلا في العذاب.

قوله: "لثق الثياب" أي: بلل الثياب، يقال: لثقَ الطائر إذا ابتَلّ ريشُه من باب فعل يفعل بالكسر في الماضي والفتح في المستقبل، ويقال للماء والطين لثق بفتحتين.

قوله: "إلى الكِنُّ" بكسر الكاف وتشديد النون، وهو ما يَردُّ الحرَّ والبرد من الأبنية والمساكن، وقد كننتُه كنّه كَنَّا بفتح الكاف، والكِنُّ بالكسر: الاسم.

قوله: "ضحك"، وضحكه - عليه السلام - تعجبًا منهم حيث اشتكوا أولًا من عدم المطر، فلما سُقوا هربوا طالبين الكنِّ.

قوله: "حتى بدت نواجذه" أي حتى ظهرت أنيابه وهي بالذال المعجمة، ويقال: النواجذ: الضواحك وهي التي تبدو عند الضحك، وقيل: الأضراس والأنياب والأشهر أنها أقصى الأسنان وهي أضراس العقل، ولكن المراد ها هنا الأضراس والأنياب كذا قال في "المطالع": وفي الحديث "عضوا عليها بالنواجذ" (٢) أي: بالأنياب.

قوله: "أشهد أن الله على كل شيء قدير" استعظام منه لقدرة الله تعالى حيث أنزل الغيث حتى سالت السيول بعد ما كانت الأرض جدباء.


(١) سورة الرعد، آية: [١٣].
(٢) رواه أبو داود (٢/ ٦١٠ رقم ٤٦٧)، والترمذي (٥/ ٤٤ رقم ٢٦٧٦)، وابن ماجه (١/ ١٥ رقم ٤٢) وغيرهم من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>