الثاني: موقوف، عن سليمان بن شعيب الكيساني، عن عبد الرحمن بن زياد الثقفي الرصاصي، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ... إلى آخره.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(١): عن إسماعيل بن عبد الله، عن زكرياء بن أبي زائدة، عن النبي - عليه السلام - قال:"كسفت الشمس والمغيرة بن شعبة على الكوفة، فقام فصل بالناس، فكنت حيث لا أسمع قراءته، فحزرت قدر سورة من المئين، ثم ركع، ثم رفع فقرأ، ثم ركع، وتجلت الشمس، فركع وسجد، ثم قام في الثانية فقرأ قراءة خفيفة، ثم ركع وسجد".
الثالث: نحوه، عن أبي بكرة بكار القاضي، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، عن زهير بن معاوية ... إلى آخره.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده".
قوله:"فدل ذلك ... " إلى آخره، إشارة إلى وجه استدلال الفرقة الخامسة بحديث المغيرة بن شعبة، بيانه: أنه روي عن النبي - عليه السلام - أنه أمر بصلاة الاستسقاء ثم إنه لما صلّى صلاها ركعتين بركوعين وأربع سجدات، فدلّ ذلك أنه إنما صلاّها هكذا؛ لأنه شاهد صلاته - عليه السلام - هكذا، إذ لو صلاها - عليه السلام - غير هذا الوجه لما صلاها المغيرة بخلاف ذلك، فافهم.
فإن قلت: حديث عبد الرزاق يدلُّ على أن المغيرة قد صلّى كل ركعة بركوعين.
قلت: يحتمل أن يكون قد صلاها مرتين على الوجهين؛ إذ الروايات في هذا الباب مضطربة، ولكن وجه ترجيح ما ذكرنا سيأتي إن شاء الله تعالى.
ص: حدثنا أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز، قال: ثنا محمَّد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة البجلي قال:"انكسفت الشمس على عهد النبي - عليه السلام - فصلى كما تصلون".