للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: فيه استيعاب الرأس بالمسح، والإجماع قائم على مطلوبيّته لكن هل ذلك على وجه الوجوب أو الندب؟ فيه خلاف نذكره إن شاء الله، والكيفية المذكورة في هذا الحديث هي المشهورة، وبه استدل أصحابنا على أن السنة في مسح الرأس البداية من مقدّم الرأس، وقال الحسن البصري: السنة البداية من الهامة فيضع يديه عليها ويُمِرُّهما إلى مقدّم الرأس، ثم يُعيدها إلى القفا، وهكذا روي هشام، عن محمَّد، والصحيح قول العامة؛ للحديث المذكور.

وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): حدثنا ابن عُلَيَّةَ، عن أيوب، عن نافع: "أن ابن عمر كان يمسح رأسه هكذا، ووضع أيوب كفّه وسط رأسه، ثم أمرّها إلى مقدم رأسه".

ثنا (٢) حماد بن مسعده، عن يزيد، قال: "كان سلمة يمسح مقدم رأسه".

ثنا (٣) يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه "أنه كان يمسح رأسه هكذا: من مقدّمه إلى مؤخره، ثم ردّ يديه إلى مقدمه".

وقال عبد الرزاق في "مصنفه" (٤): ثنا ابن جريج قال: أخبرني نافع "أن ابن عمر كان يضع بطن كفه اليمنى على الماء ثم لا ينفضها، ثم يمسح بها ما بين قرنَيْه إلى الجبين مرةً واحدةً لا يزيد عليها".

عبد الرزاق (٥): عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: "كان يدُخْل يده في الوَضُوء فيمسح بها مسحةً واحدةً اليافوخ فقط".

الثالث: أن المذكور في حديث الجماعة هو مسح الرأس مرةً واحدةً، وبه قال


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢٣ رقم ١٥٤).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢٣ رقم ١٥٥).
(٣) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢٣ رقم ١٥٢).
(٤) "مصنف عبد الرزاق" (١/ ٦ رقم ٦).
(٥) "مصنف عبد الرزاق" (١/ ٦ رقم ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>