قوله:"ولعله أيضًا" أي: ولعل النبي - عليه السلام - أيضًا لم يسجد في تلاوة آية سجدة من غير المفصل لأجل معنى من المعاني التي ذكرناها فإن ذلك أيضًا لا يدل على نفي أصل السجدة؛ وإنما ذكر هذا لأنه لو فرض هذا الحكم في سجدة تلاوة من سجدات غير المفصل كان الخِصْم أيضًا يقول: هذا محمول على معنى من المعاني التي ذكرناها، فهذا مجمع عليه، فكذا الجواب فيما إذا كان ذلك في المفصل.
ص: وقد خالف أبي بن كعب - رضي الله عنه - فيما ذهب إليه من ذلك جماعة من أصحاب رسول الله - عليه السلام -.
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة، عن عاصم بن بَهْدلة، عن زرٍّ، عن عليّ - رضي الله عنه - قال:"إن عزائم السجود: {الم (١) تَنْزِيلُ} و {حم}، والنجم، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ".
حدثنا حُسَيْن بن نَصْر، قال: ثنا أبو نُعَيْم، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، فذكر بإسناده مثله.
حدثنا صالح بن عبد الرحمن، قال: ثنا يوسف بن عديّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:"صلى بنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الفجر بمكة، فقرأ في الركعة الثانية بالنجم، ثم سجد، ثم قام فقرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ}.
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود ووَهْبٌ وَرْوحٌ، قالوا: ثنا شعبة، قال: ثنا الحكم، أنه سمع إبراهيم التيمي يُحدِّث، عن أبيه قال: "صليت خلف عمر بن الخطاب ... فذكر مثله، واللفظ لروح.
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهبٌ، قال: ثنا شعبة، عن عمران بن عبيد الله ابن عمران، عن أبي رافع، عن أبي هريرة:"أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ".