للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ينبغي له أن يمشي إليه" عام يتناول الخطوة والخطوتين وأكثر، ولكن قَدَّره بعض أصحابنا بخطوة حتى لو مشى خطوتين أو أكثر فسدت صلاته، وقدره بعضهم بموضع السجود، كذا في "المحيط" , ولكن كلام الطحاوي يدل على أن صلاته لا تفسد وإن كان بين الصفّين أكثر من خطوة مطلقًا.

قوله: "وكذلك روي" أي كما ذكرنا أن المصلي إذا رأى موضعًا خاليًا بين يديه ينبغي له أن يتقدم؛ روي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنها -.

أخرجه بإسناد صحيح، عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري، عن شعبة، عن عمرو بن مرة المرادي الجملي الكوفي الأعمى روى له الجماعة، عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سَبْرة الكوفي، لأبيه صحبة ولجدّه أيضًا روى له الجماعة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا وكيع، عن الأعمش، عن خيثمة قال: "صليت إلى [جنب] (٢) ابن عمر - رضي الله عنهما - فرأى في الصف فرجةً، فأومأ إليّ فلم أتقدم, قال: فتقدم هو فَسدَّها".

قوله: "خللًا" أي فرجةً في الصف، وأصل الخلل: من التخلل بين الشيئين وهي الفرجة والثُّلْمة التي بينهما، وخلال الشيء: وسَطه.

قوله: "يَغْمزني" من غمزت الشيء بيدي وغمزته بَعيْني، والغمز الإشارة.

قوله: "أن أتقدم" مفعول لقوله: "إنما يمنعني" و"أن" مصدرية.

وقوله: "الضِّنُّ" مرفوع؛ لأنه فاعل لقوله: "يَمْنعني"، والمعنى إنما يمنعني الضِّنُّ التقدمَ، والضِّنّ -بكسر الضاد المعجمة- يقال: ضَنَنْتُ بالشيء أَضِنُّ به ضِنًّا وضنانةً إذا بخلتَ به، وهو ضَنِين به من باب عَلِمَ يَعْلَمُ، قال الفراء: ضَنَنْت بالفتح أَضِنُّ لغة يعني من باب ضرب يضرب.


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٣٣٣ رقم ٣٨٢٢).
(٢) ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>