ابن سهل بن حنيف قال:"رأيت زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع، فاستقبل، ثم ركع ثم دَبّ راكعًا حتى وصل إلى الصف".
الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم شيخ البخاري، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أبي الزناد -بالنون- اسمه عبد الله بن ذكوان، عن خارجة بن زيد بن ثابت:"أن زيد بن ثابت ... " إلى آخره.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): عن وكيع، عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن موهب، عن كثير بن أفلح، عن زيد بن ثابت:"أنه دخل والقوم ركوع فركع دون الصف، ثم دخل في الصف".
قوله:"ثم يَعتدّ بها" أي بتلك الركعة التي ركعها على عتبة المسجد سواء وصل إلى الصف أو لم يصل.
ص: فإن قال قائل: فأنتم تخالفون ما رويتموه عن ابن مسعود وزيد بن ثابت - رضي الله عنهما - وتقولون: لا ينبغي لأحد أن يركع دون الصف، قيل له: نعم، ولكن احتججنا بذلك عليك لِنُعْلِمَ أن أصحاب النبي - عليه السلام - كلهم لا يبطلون صلاة مَنْ دخل في الصلاة قبل وصوله إلى الصفِّ.
فإن قال قائل: فما الذي ذهبتم إليه حتى خالفتم عبد الله وزيدًا - رضي الله عنهما -؟
قيل له: ما قد رويناه في هذا الباب من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لا يركع أحدكم دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف".
وقد قال بذلك الحسن - رضي الله عنه -: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا القواريريُّ، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن أشعث، عن الحسن:"أنه كره أن يركع دون الصف".