الثالث: عن أحمد بن داود المكي، عن يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة، شيخ البخاري في "أفعال العباد"، وعن ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: صدوق وذكره ابن حبان في "الثقات".
عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم المدني روى له الجماعة، عن عطاء بن يسار.
عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، جميعًا عن أبي سعيد، عن النبي - عليه السلام -.
وأخرجه السراج في "مسنده": ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ثنا عبد العزيز -وهو ابن محمد- عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدًا يمر بين يديه، فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان".
قوله:"فلا يدعن" بنون التأكيد المشددة، أي فلا يتركن.
قوله:"وليدرأه ما استطاع" أي وليدفعه قدر استطاعته.
قال القاضي عياض: أي ليدفعه ويمنعه عن ذلك، ولا يسامحه في المرور، وهو معنى قوله:"ما استطاع".
قوله:"فإن أبي" أي امتنع.
"فليقاتله" قال القاضي: أي إن أبى بالإشارة ولطيف المعنى؛ فليمانعه، وليدافعه بيده عن المرور، وليعنف عليه في ردّه.
قال أبو عمر: هذا لفظ جاء على وجه التغليظ والمبالغة.
وقال الباجي: يحتمل أن يكون بمعنى فليلعنه، فالمقاتلة بمعنى اللعن موجودة، قال الله تعالى:{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}(١) قال: ويحتمل أن تكون بمعنى: فليعنفه على فعله ذلك، وليؤاخذه، وخرج من ذلك معنى المقاتلة المعلومة بالإجماع.