للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج، ثم استأذن عليه عمر فأذن له فقضى حاجته على تلك الحال ثم خرج، ثم استأذن عليه عثمان فأصلح عليه ثيابه، وجلس فقض إليه حاجته ثم خرج، فقالت عائشة: قلت: يا رسول الله، استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته على حالك تلك، ثم استأذن عمر عليك فقضى إليك حاجته على حالك، ثم استأذن عليك عثمان فكأنك احتفظت؟! فقال: إن عثمان رجل حيي، وإني لو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يقضي إليّ حاجته".

قوله: "ورسول الله - عليه السلام - لابس مرط أم المؤمنين" جملة اسمية وقعت حالًا، و "المِرط" بكسر الميم وسكون الراء: كساء من صوف، وربما كان من خَزّ، والمراد من "أم المؤمنين" ها هنا عائشة - رضي الله عنها -.

قوله: "مالك لم تفزع لأبي بكر" من قولهم فزعت لمجيء فلان إذا تأهبت له متحولًا من حال إلى حال، كما ينتقل النائم من حال النوم إلى حال اليقظة.

ورواه بعضهم بالراء والغين المعجمة من الفراغ والاهتمام، والأول أكثر، وهو أن يكون بالزاي والعين المهملة، وهو في الأصل من الفزع الذي هو الخوف، ثم استعمل في معاني كثيرة بحسب الحال، وذلك كما في الحديث: "لقد فزع أهل المدينة ليلًا، فركب رسول الله - عليه السلام - فرسًا لأبي طلحة" (١). أي استغاثوا وكما في حديث الكسوف: "فافزعوا إلى الصلاة" (٢). أي الجئوا إليها واستعينوا بها على دفع الأمر الحادث، وكما جاء في صفة علي - رضي الله عنه -: "فإذا فزع فزع إلى ضرس حديد" (٣). أي إذا


(١) متفق عليه من حديث أنس - رضي الله عنه -، "البخاري" (٣/ ١٠٦٥ رقم ٢٧٥١)، و"مسلم" (٢/ ١٨٠٤ رقم ٢٣٠٧).
(٢) متفق عليه -أيضًا- من حديث عائشة - رضي الله عنها -، "البخاري" (١/ ٣٥٥ رقم ٩٩٩)، و"مسلم" (٢/ ٦١٦ رقم ٩٠١).
(٣) رواه أحمد -أيضًا- في فضائل الصحابة (٢/ ٥٧٦ رقم ٩٧٥) من حديث عبد الله بن عياش الزرقي، ووقع فيه: قرع -بلقاف والراء- وانظر: "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ١٦١) وكتب المعجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>