للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهل مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي المدني، ضعفه مالك والنسائي، وعن يحيى: صالح مولى التوأمه ثقة حجة، وإنما أدركه مالك بعد أن كبر وخرف، ولكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة قال: "رأيت أبا هريرة وأبا قتادة وابن عمر وأبا أسيد يمشون أمام الجنازة".

قلت: أبو قتادة اسمه الحارث بن ربعي، وأبو أسيد -بضم الهمزة- اسمه مالك بن ربيعة، وأبو هريرة اختلف في اسمه اختلافًا شديدًا، والأكثرون أنه عبد الرحمن.

ص: وإن احتجوا في ذلك بما حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، عن مالك، عن ابن شهاب، قال: "ليس من السنة المشي خلف الجنازة" وقال ابن شهاب: "المشي خلف الجنازة من خطأ السنة".

قيل لهم: هذا كلام ابن شهاب، فقوله في ذلك كقولكم إذ كان لمخالفه ومخالفكم من الحجة عليه وعليكم ما سنذكره في هذا الباب إن شاء الله تعالى.

ش: أي وإن احتج أهل المقالة الأولى فيما ذهبوا إليه بما حدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن مالك، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري .... إلى آخره. "قيل لهم" أي لهؤلاء المحتجين بقول الزهري: "إن هذا" الذي رواه مالك هو "كلام" ابن شهاب وهو محمد بن مسلم الزهري "فقوله في ذلك" أي فيما ذهبتم إليه "كقولكم" حين كان لمخالفه أي لمخالف الزهري "ومخالفكم من الحجة عليه" أي على الزهري "وعليكم ما سنذكره في هذا الباب" أراد أنه يذكر آثارًا تدل على إباحة المشي أمام الجنازة وخلفها، وعن يمينها وعن شمالها، وتدل أيضًا على أنَّا أمرنا باتباع الجنائز والمتبع للشيء هو الذي يتأخر عنه ولا يتقدم أمامه،


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٤٧٧ رقم ١١٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>