للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه ابن ماجه (١) نحوه وقد ذكرناه.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢): ثنا وكيع، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن مسعود بن الحكم، قال: قال علي - رضي الله عنه -: "قام رسول الله - عليه السلام - للجنازة فقمنا، ثم جلس فجلسنا".

ص: فقال قوم: إنما نسخ ذلك لخلاف أهل الكتاب، واحتجوا في ذلك بما حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا صفوان بن عيسى، قال: ثنا بشر بن رافع، عن عبد الله بن سليمان، عن أبيه، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - ذكر النبي - عليه السلام - قال: "كان النبي - عليه السلام - إذا اتبع جنازة لم يجلس حتى توضع في اللحد، قال: فعرض للنبي - عليه السلام - حبر من أحبار اليهود، فقال: يا محمد هكذا نفعل، قال: فجلس النبي - عليه السلام - وقال: خالفوهم".

ش: أراد بالقوم هؤلاء: مجاهدًا وليث بن أبي سليم وأبا معمر وآخرين؛ فإنهم قالوا: نسخ القيام للجنازة إنما كان لأجل مخالفة أهل الكتاب والدليل عليه: حديث عبادة بن الصامت؛ وذلك لأنه - عليه السلام - كان إذا اتبع جنازة لا يجلس حتى توضع في اللحد، فلما قال له ذلك الحبر من اليهود: هكذا نفعل. جلس النبي - عليه السلام - حينئذ وقال: خالفوهم. فعلم من ذلك أن النسخ إنما كان لأجل مخالفتهم.

ثم إنه أخرج حديث عبادة بن الصامت، عن أبي بكرة بكار القاضي، عن صفوان بن عيسى القرشي الزهري أبي محمد البصري القسَّام شيخ أحمد روى له الجماعة -البخاري مستشهدًا- عن بشر بن رافع النجراني -بالنون والجيم- أبي الأسباط الحارثي إمام أهل نجران ومفتيهم، فيه مقال؛ فقال النسائي: ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف، منكر الحديث، لا يروى له حديث قائم. وقال ابن عدي: هو مقارب الحديث، لا بأس بأخباره، ولم أجد له حديثًا منكرًا، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.


(١) "سنن ابن ماجه" (١/ ٤٩٣ رقم ١٥٤٤).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (٣/ ٤٠ رقم ١١٩٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>