للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونا قتيبة بن سعيد، نا أبو صفوان يعني المرواني، عن أسامة، عن الزهري، عن أنس المعنى: "أن رسول الله - عليه السلام - مر على حمزة وقد مثل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية حتى يحشر من بطونها وقلت الثياب وكثرت القتلى، فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب الواحد -زاد قتيبة- ثم يدفنون في قبر واحد، فكان رسول الله - عليه السلام - يسأل أيهم أكثر قرآنًا؟ فيقدمه إلى القبلة".

وأخرجه الترمذي (١) وقال: حديث غريب لا نعرفه من حديث أنس إلا من هذا الوجه، وفي حديثه: "لم يصل عليهم".

وأخرجه الحاكم (٢) أيضًا: ولفظه: "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره ... " الحديث.

فإن قيل: ذكر الترمذي في "علله" (٣) قال محمد: حديث أسامة عن الزهري عن أنس غير محفوظ، غلط فيه أسامة.

وقال الدارقطني (٤): تفرد به أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس بهذه الألفاظ، ورواه عثمان بن عمر، عن أسامة، عن الزهري، عن أنس وزاد فيه حرفا لم يأت به غيره، فقال: "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره يعني حمزة".

وقال الدارقطني: لم ينقل هذه اللفظة غير عثمان بن عمر البصري، فليس بمحفوظ. قلت: أما أسامة بن زيد فقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري، وأما عثمان بن عمر البصري فقد اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه، والزيادة من الثقة مقبولة. والله أعلم.


(١) "جامع الترمذي" (٣/ ٣٣٥ رقم ١٠١٦).
(٢) "مستدرك الحاكم" (١/ ٥١٩ رقم ١٣٥١).
(٣) "العلل الكبير" (١/ ٣٠٨).
(٤) "سنن الدارقطني" (٤/ ١١٦ رقم ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>