للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم؛ أو رد عليه حديث أنس؛ فإنه أخبر فيه أنه لم يُصَلّ عليهم، وهو يقتضي ترك الصلاة عليهم من رسول الله - عليه السلام - ومن غيره، فلذلك ذكره أولًا.

وأخرجه بإسناد صحيح: عن يونس بن عبد الأعلى المصري، عن عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن أنس.

وأخرجه الحاكم (١): عن محمد بن يعقوب، أبنا ابن عبد الحكم، أبنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، أن ابن شهاب حدثه، أن أنشا حدثه: "أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم، ولم يصلّ عليهم".

وقال: وهو صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ثم أخرج عن أنس أيضًا بزيادة على حديثه المذكور تدل على أن المراد من قوله في ذاك الحديث "ولم يصلَّ عليهم" غير حمزة، فإنه صلى عليه لكونه أفضل شهداء أحد، ولم يصلي على غيره، لما ذكرنا من أجل شدة الألم الذي نزل به واشتغل به عن الصلاة عليهم، وهو ما رواه عن إبراهيم بن مرزوق، عن عثمان بن عمر بن فارس، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن مسلم الزهري، عن أنس بن مالك ... إلى آخره.

وإسناده صحيح.

وأخرجه أبو داود (٢): ثنا عباس العنبري، ثنا عثمان بن عمر، نا أسامة، عن الزهري، عن أنس: "أن النبي - عليه السلام - مر بحمزة وقد مُثِّل به، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره".

وقال أيضًا (٣): ثنا عثمان بن أبي شيبة، نا زيد يعني ابن الحباب.


(١) "مستدرك الحاكم" (١/ ٥٢٠ رقم ١٣٥٢).
(٢) "سنن أبي داود" (٣/ ١٦٩ رقم ٣١٣٧).
(٣) "سنن أبي داود" (٣/ ١٩٥ رقم ٣١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>