للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه البيهقي في "سننه" (١): من حديث يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة: "أنه صلى على المنفوس، ثم قال: اللهم أعذه من عذاب القبر".

وأخرج أيضًا (٢): من حديث نعيم بن حماد، نا ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة: "أنه كان يصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط، يقول: اللهم اجعله لنا فرطًا وسلفًا وذخرًا". قال نعيم: وقيل لبعضهم: "أتصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط؟ قال: قد صلي على رسول الله - عليه السلام - وكان مغفورًا له بمنزله من لم يعص الله".

قوله: "على منفوس" أي طفل حين يولد.

قوله: "اللهم أعذه من عذاب القبر" يدل على أن عذاب القبر حق ردًّا على من أنكره من المعتزلة، وأنه يعم الصغير والكبير.

فإن قيل: المنفوس الذي لم يعمل خطيئة كيف يعذب في القبر؟

قلت: لما لم يَخْل الصغير عن السؤال في القبر حتى عن نظره إلى الدنيا مرة واحدة أطلق على ذلك العذاب؛ لأن في السؤال نوع عذاب في حقه، والأولى أن يحمل هذا على سؤال الثبات والدوام على ما هو عليه من عدم العذاب في حقه، كما كان رسول الله - عليه السلام - يتعوذ من عذاب القبر مع العلم قطعًا أنه لا يعذب أصلًا.


(١) "سنن البيهقي الكبرى" (٤/ ٩ رقم ٦٥٨٤).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٤/ ٩ رقم ٦٥٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>