حدثنا محمَّد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج بن المنهال، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي، عن رسول الله - عليه السلام - مثله.
حدثنا محمَّد، قال: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا عبد الله بن إدريس الأودي، عن حصين ... فذكر بإسناده مثله.
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدَّمي، قال: ثنا الفضيل بن سليمان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد بن الساعدي قال:"لما نزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}(١) جعل الرجل يأخذ خيطًا أبيض وخيطًا أسود فيضعهما تحت وسادة، فينظر متى يستبينهما فيترك الطعام. قال: فبيَّن الله -عز وجل- ذلك، ونزلت:{مِنَ الْفَجْرِ} ".
فلما كان حكم هذه الآية قد كان أشكل: على أصحاب رسول الله - عليه السلام - حتى بين الله لهم -عز وجل- من ذلك ما بيَّن، وحتى أنزل:{مِنَ الْفَجْرِ} بعد ما كان قد أنزل {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}(١)، فكان الحكم أن يأكلوا ويشربوا حتى يتبين لهم حتى نسخ الله -عز وجل- بقوله:{مِنَ الْفَجْرِ} على ما ذكرنا ما قد بينه سهل في حديثه، واحتمل أن يكون ما روى حذيفة من ذلك عن رسول الله - عليه السلام - كان قبل نزول تلك الآية، فلما أنزل الله -عز وجل- تلك الآية أحكم ذلك وردَّ الحكم إلى ما بيَّن فيها.
ش: الفاء للتعليل، والضمير للشأن، ولما ادعى أن حديث حذيفة كان يحتمل أن يكون قبل نزول قوله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}(١) أتى على ذلك بدليل، وهو حديث عدي بن حاتم وحديث سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنهما -.
أما حديث عدي فأخرجه من طريقين صحيحين:
الأول: عن أحمد بن داود المكي، عن إسماعيل بن سالم الصائغ، أبي محمَّد البغدادي نزيل مكة شيخ مسلم، عن هشيم بن بشير روى له الجماعة، عن حُصين -بضم الحاء