للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أخرى (١) بعد قوله: "تصدق، فقال: والله يا نبي الله ما لي شيء وما أقدر عليه، قال: اجلس، فجلس، فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارًا عليه طعام، فقال رسول الله - عليه السلام -: أين المحترق آنفًا؟ فقام الرجل، فقال رسول الله - عليه السلام -: تصدق بهذا، فقال: يا رسول الله أغيرنا؟ فوالله إنا لجياع ما لنا شيء، قال: فكلوه".

وأخرجه أبو داود (٢): ثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، أن محمَّد بن جعفر بن الزبير حدثه، أن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثه، أنه سمع عائشة زوج النبي - عليه السلام - تقول: "أتى رجل إلى النبي - عليه السلام - في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله احترقت، فقال النبي - عليه السلام -: ما شأنه؟ فقال: أصبت أهلي، قال: تصدق. قال: والله ما لي شيء وما أقدر عليه، قال: اجلس، فجلس، فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارًا عليه طعام، فقال رسول الله - عليه السلام -: أين المحترق آنفا، فقام الرجل، فقال رسول الله - عليه السلام -: تصدق بهذا فقال: يا رسول الله أعلى غيرنا؟ فوالله إنا لجياع ما لنا شيء، قال: كلوه".

وله في رواية (٣): "فأتي بعَرق فيه عشرون صاعا".

قوله: "أن رجلًا" قيل: هو سَلَمة بن صخر البياضي، وقيل: سليمان بن صخر.

قوله: "أنه احترق" أي: هلك، والاحتراق الهلاك، وهو من إحراق النار، شبَّه ما وقع فيه من الجماع في الصوم بالهلاك.

قوله: "وقعت على امرأتي" كناية عن وطئها كما في رواية البخاري: "أصبت".

قوله: "بِمِكْتَل" المكتل بكسر الميم: الزبيل الكبير، قيل: إنه يسع خمسة عشر صاعًا، كان فيه كتلا من التمر أي قطعًا مجتمعة، ويجمع على مكاتل، وفي "الدستور":


(١) "صحيح مسلم" (٢/ ٧٨٣ رقم ١١١٢).
(٢) "سنن أبي داود" (٢/ ٣١٤ رقم ٢٣٩٤).
(٣) "سنن أبي داود" (٢/ ٣١٤ رقم ٢٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>