وأخرجه ابن ماجه (١): ثنا ابن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم، عن صفوان بن عبد الله، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "ليس من البر الصوم في السفر".
قوله:"قال سفيان بن عيينة: فذُكِرَ لي" على صيغة المجهول أن محمَّد بن مسلم الزهري كان يقول ... إلى آخره. وأشار بهذا إلى لغة طيئ فإنهم يبدلون اللام ميمًا.
وقال الزمخشري: هي لغة طيئ، وذلك في نحو ما روى النمر بن تولب عن رسول الله - عليه السلام -، وقيل: إنه لم يرو غيره: "ليس من امبر امصيام في امسفر".
قلت: النمر بن تولب بن زهير بن أقيش العكلي، يقال: إنه وقد على النبي - عليه السلام - بشعر أوله:
إنا أتيناك وقد طال السفر ... تطعمنا اللحم إذا عز الشجر
وقال الأصمعي: النمر بن تولب من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإِسلام، وكان شاعرًا مشهورًا والله أعلم.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فذهب قومٌ إلى الإفطار في شهر رمضان في السفر، وزعموا أنه أفضل من الصيام. واحتجوا في ذلك بهذه الآثار، حتى قال بعضهم: إن صام في السفر لم يجزه الصوم وعليه قضاؤه في أهله، ورووا عن عمر- رضي الله عنه -:
حدثنا ابن أبي عقيل، قال: ثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم، عن عبد الله بن عامر:"أن عمر - رضي الله عنه - أمر رجلًا صام في السفر أن يعيد".
ورووه عن أبي هريرة:
حدثنا فهد، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثنا زهير، قال: ثنا عبد الكريم، عن عطاء، عن المحرَّر بن أبي هريرة قال:"صمت رمضان في السفر، فأمرني أبو هريرة أن أعيد الصيام في أهلي".