للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى أبو عمرو الشيباني فيه القصر. وقال أبو منصور اللغوي: عاشوراء ممدود ولم يجيء فاعولاء في كلام العرب إلا عاشوراء، والضاروراء اسم للضراء، والساروراء اسم للسراء، والدالولاء اسم للدالة، وحابوراء اسم موضع.

ثم العاشوراء في المشهور هو اليوم العاشر من المحرم كما ذكرناه، وقال ابن عباس وآخرون: إنه اليوم التاسع، وقال أبو الليث السمرقندي بعد أن ذكر القولين: وقال بعضهم: هو يوم الحادي عشر، وفي "الأحكام" لابن بزيرة: وقد اختلف الصحابة فيه هل هو اليوم التاسع أواليوم العاشر أو اليوم الحادي عشر؟ وهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون، وفيه استوت السفينة على الجوديّ، وفيه تاب الله سبحانه على آدم، وفيه وُلد عيسى - عليه السلام -، وفيه نجَّى الله يونس من بطن الحوت، وفيه تاب الله على قومه، وفيه أخرج يوسف - عليه السلام - من الجب، وفيه تكسى الكعبة، وفيه صامت الوحوش. ولا يبْعُد أن يجعل الله لها صيامًا خاصُّا كما كان صيام بعض الأمم قبلنا بترك الكلام فقط.

وبالجملة هو يوم عظيم معلوم القدر عند الأنبياء عليهم السلام والنفقة فيه مخلوفة، وقد روينا بالإسناد إلى، جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه بقية عامه. قال لجابر: جربناه فوجدناه صحيحًا. وقال الراوي عن جابر: جربناه فوجدناه كما قال جابر - رضي الله عنه -" (١) انتهى.


(١) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣/ ٣٦٥ رقم ٣٧٩١) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر، به مختصرًا. وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف. ورواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (١٠/ ١٤٠ رقم ١٤٢٩٤) من طريق شعبة، عن أبي الزبير، عن جابر، بلفظ المؤلف.
وروي من حديث أبي هريرة، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري.
وبعد أن سرد البيهقي طرقه قال: وهذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة، والله أعلم.
ونقل العجلوني في "كشف الخفاء" (٢/ ٣٩٢ رقم ٢٦٤٢) عن العراقي قال: وله طريق عن جابر، على شرط مسلم، أخرجها ابن عبد البر في "الاستذكار"، ثم قال العراقي: وقد جمعت طرقه في جزء. وانظر: "كشف الخفاء" فإن فيه كلامًا جيدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>