للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الاختلاف في تسمية عاشوراء، فقال بعضهم: إنما سمي عاشوراء لأنه عاشر المحرم، وقال بعضهم: لأن الله أكرم فيه عشرةً من الأنبياء بعشر كرامات، وقال بعضهم: لأنه عاشر كرامة أكرم الله تعالى بها هذه الأمة.

ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الوهبي، قال: ثنا ابن إسحاق، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن حبيب بن هند بن أسماء، عن أبيه قال: "بعثني رسول الله - عليه السلام - إلى قومي مِن أسلم فقال: قل لهم: فليصوموا يوم عاشوراء، فمن وجدت منهم قد أكل

في صدر يومه فليصم آخره".

ش: الوهبي: هو أحمد بن خالد الكندي الوهبي شيخ البخاري في غير الصحيح.

وابن إسحاق هو محمَّد بن إسحاق المدني، روى له الجماعة، البخاري مستشهدًا ومسلم في المتابعات.

وعبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني روى له الجماعة.

وحبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، وثقه ابن حبان.

وأبوه هند بن أسماء بن هند بن حارثة الأسلمي الصحابي - رضي الله عنه -.

وأخرجه أحمد في "مسند" (١): ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن محمَّد، عن حبيب بن هند، عن أبيه ... إلى آخره نحوه.

غير أن في لفظه: "قد أكل في أول يومه"، وهذا يدل على أن صوم يوم عاشوراء كان واجبًا.

وقد اختلف العلماء في هذا الباب فقيل: كان صوم يوم عاشوراء فرضًا فنسخ برمضان، وقيل: لم يكن فرضًا ولكنه كان مرغبًا فيه فخفف أمره وحصل التخيير في صيامه بعد ذلك، والحديث مما يقوي مقالة أهل المقالة الأولى، وروي عن بعض


(١) "مسند أحمد" (٣/ ٤٨٤ رقم ١٦٠٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>