للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه ابن ماجه (١) من وجهين:

الأول: عن عبد الله بن بسر، عن النبي - عليه السلام -، ولم يذكر فيه الصماء.

والثاني: عن حميد بن مسعدة نحو رواية أبي داود والترمذي.

وأخرجه البيهقي (٢): من حديث معاوية بن صالح، عن ابن عبد الله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء قالت: "نهى رسول الله - عليه السلام - عن صوم يوم السبت وقالت: إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضر فليفطر عليه".

قلت: والصحيح أن الصماء أخت عبد الله بن بسر وقد قيل: إنها أخت بسر، فرواية البيهقي على هذا القول.

قوله: "لا تصومِن" بكسر الميم؛ لأنه خطاب للصماء، وقد عُلِم أن نون التأكيد تكسر ما قبلها في الواحدة.

قوله: "إلا لحاء شجرة" اللحاء -بكسر اللام وبالمد:- قشر الشجرة، وفي المثل: لا تدخل بين العصا ولحائها، ولحوت العصا لحوًا: قشرتها، وكذلك لحيت العصا ألحي لحيًا، وتجمع على ألحِية، ككساء تجمع على أكسية، ورداء على أردية.

ص: قال أبو جعفر -رحمه الله- فذهب قوم إلى هذا الحديث، فكرهوا صوم يوم السبت تطوعًا.

ش: أراد بالقوم هؤلاء: مجاهدًا وطاوس بن كيسان وإبراهيم وخالد بن معدان؛ فإنهم كرهوا صوم يوم السبت تطوعًا، واحتجوا في ذلك بالحديث المذكور، وقال الترمذي: ومعنى الحديث: أن اليهود يعظمون يوم السبت، فلا يستحب للرجل أن يختص يوم السبت بصيامه من بين الأيام تشبها بهم؛


(١) "سنن ابن ماجه" (١/ ٥٥٠ رقم ١٧٢٦).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٤/ ٣٠٢ رقم ٨٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>