كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

ص: كتاب الصيام - ص: باب: القبلة للصائم - ج: 8 - ص: 503

حدثنا صالح بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: ثنا موسى بن عُلَيّ، قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو قيس مولى عمرو بن العاص قال: "بعثني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة زوج النبي - عليه السلام -فقال: سلها أكان رسول الله - عليه السلام - يقبل وهو صائم؟ فقالت: لا، فقلت: إن عائشة - رضي الله عنها - تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم، فقالت: لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حبًّا، أما إياي فلا".

وقد تواترت هذه الآثار عن رسول الله - عليه السلام - أنه كان يقبل وهو صائم، فدل ذلك أن القبلة غير مفطرة للصائم.

ش: هذه عشرون طريقا في حديث عائشة - رضي الله عنها -:

الأول: عن إبراهيم بن أبي داود، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم المصري شيخ البخاري، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد -بالنون- استشهد به البخاري، واحتج به الأربعة.

عن أبيه عبد الله بن ذكوان روى له الجماعة، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - روى له الجماعة.

وهذا إسناد حسن جيد.

وأخرجه أحمد (١) في "مسنده": ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن علي بن حسين، عن عائشة: "أن رسول الله - عليه السلام - كان يقبل وهو صائم".

الثاني: عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن عائشة.

---

(١) "مسند أحمد" (٦/ ٢١٥ رقم ٢٥٨٤٢).