للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشريحًا النخعي كانا عند عائشة فقال أحدهما لصاحبه: سلها عن القبلة للصائم، فقال: ما كنت لأرفث عند أم المؤمنين، فقالت: "كان رسول الله - عليه السلام - يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه".

وأخرجه النسائي (١) نحوه: عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدي، عن شعبة -رحمه الله- به.

قوله: "فسؤال عبد الله عائشة - رضي الله عنها - ... إلى آخره" إشارة إلى الجواب عما روي عن ابن مسعود في القبلة للصائم من قوله: "يقضي يوما آخر" وقد تقدم في أول الباب في معرض احتجاج أهل المقالة الأولى، بيانه: أن عبد الله بن مسعود سأل عائشة - رضي الله عنها - في هذا الحديث عن مباشرة الصائم، فدل ذلك على أنه لم يكن عنده علم من ذلك عن رسول الله - عليه السلام - إذ لو كان له علم من ذلك لما سألها فدل ذلك على أن قوله في حديثه الذي تقدم: "يقضي يومًا آخر" كان متقدما على سؤاله هذا؛ إذ لو كان متأخرا لم يعد السؤال، فإذا كان متقدمًا وسؤاله متأخرًا دل على أنه قد ترك ذلك القول ورجع إلى ما أجابت به عائشة - رضي الله عنها -.

السادس عشر: عن إبراهيم بن مرزوق ... إلى آخره.

وأخرجه مسلم (٢): ثنا محمَّد بن المثنى، قال: ثنا أبو عاصم، قال: سمعت ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: انطلقت أنا ومسروق إلى عائشة، فقلنا لها: "أكان رسول الله - عليه السلام - يباشر وهو صائم؟ قالت: نعم، ولكنه كان أملككم لإربه- أو من أملككم لإربه، يشك أبو عاصم".

السابع عشر: عن أبي بشر الرقي عبد الملك بن مروان، عن شجاع بن الوليد السكوني، عن حُريث بن عمرو -وهو حريث بن أبي مطر- الفزاري أبي عمرو الحنَّاط -بالنون- الكوفي فيه مقال، فقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: متروك،


(١) "السنن الكبرى" (٢/ ٢٠٦ رقم ٣٠٨٨).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٧٧٧ رقم ١١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>