كما ثبت في "صحيح مسلم"(١): "إن الإِسلام بدأ غريبا وسيعود غريبًا، فطوبي للغرباء".
ورجح البيهقي المعنى الأول.
وقيل: معناه أنه إخبار عن حالها حينئذ؛ لأن خراجها ومنافعها لم تصل إليه.
وقيل: إن أهلها اقتصروا على أنفسهم ومنعوا الميرة.
و"القفيز" مكيال يتواضع الناس عليه، وهو عند أهل العراق ثمانية مكاكيك، والمكوك المد، وقيل: الصالح، ويقال: المكوك اسم للمكيال، ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلد.
و"المد" ربع الصاع، وهو رطل وثلث بالعراقي عند الشافعي وأهل الحجاز، وهو رطلان عند أبي حنيفة وأهل العراق، وقد مرّ الكلام فيه في باب: صدقة الفطر.
و"الأردب" مكيال لأهل مصر يسع أربعةً وعشرين صاعًا، والهمزة فيه زائدة، قاله ابن الأثير.
وقال الجوهري: الأردب مكيال ضخم لأهل مصر، وذكره صاحب "دستور اللغة" في باب الهمزة المكسورة، وذكر غيره أيضًا أن الأردب بكسر الهمزة، وفي لسان العامة بفتحها، وهي ست وقيات، والوقية ست عشر قدحًا، فتكون الجملة ستة وتسعين قدحًا، والقدح مكيال معروف عند أهل مصر.
وفيه من دلائل النبوة حيث أخبر عما ضربه عمر - رضي الله عنه - على أرض العراق من الدراهم والقفزان، وعما ضرب من الخراج بالشام ومصر قبل وجود ذلك، فإن هذه البلاد لم تفتح إلَّا في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أما العراق فإن أبا بكر - رضي الله عنه - بعث خالد بن الوليد في سنة ثنتي عشرة من الهجرة إلى العراق، ففتح الأبلة ثم الأنبار، ثم ولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين آلت إليه الخلافة
(١) "صحيح مسلم" (١/ ١٣٠ رقم ١٢٥) من حديث أبي هرير - رضي الله عنه -.