وقال السيرافي: ذكر بعض النحويين أن طيئًا من الطاءة وهو الذهاب في الأرض وفي المرعى، وإلى هذا القول ذهب أبو الحسن بن سيده، وقال: ليس هذا القول بشيء لأن طوى طيًّا لا أصل له من الهمزة.
ثم إنه أخرج حديث أبي هريرة من ثلاث طرق صحاح:
الأول: عن علي بن عبد العزيز البغدادي، عن أحمد بن عبد الله بن يونس شيخ البخاري، عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه أبي صالح ذكوان الزيات، عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (١): ثنا عبيد بن يعيش، وإسحاق بن إبراهيم -واللفظ لعبيد- ثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد بن خلاد، قال: ثنا زهير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر أردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه".
الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن يحيى بن صالح الوحاظي شيخ البخاري، عن زهير بن معاوية .. إلى آخره.
الثالث: عن فهد بن سليمان، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النَهْدي شيخ البخاري، عن زهير بن معاوية .... إلى آخره.
قوله:"منعت العراق درهمها وقفيزها" قيل: معناه أنهم يُسلمون فيسقط عنهم الخراج، وقيل: معناه أنهم يرجعون عن الطاعة ولا يؤدون الخراج المضروب عليهم، ولهذا قال:"وعدتم من حيث بدأتم" أي ورجعتم إلى ما كنتم عليه قبل ذلك.