أردبها ودينارها، (وعدتم كما بدأتم، وعدتم كما بدأتم)(١) شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه".
يريد بعضهم على بعض في قصة الحديث، فهذا رسول الله - عليه السلام - قد ذكر ما سيفعله أهل العراق من منع الزكاة قبل أن يكون عراق، وذكر مثل ذلك في الشام وأهل مصر قبل أن يكون الشام ومصر، لما أعلمه الله تعالى من كونهما بعده، فكذلك ما ذكره من التوقيت لأهل العراق مع ذكره التوقيت لغيرهم المذكورين، هو لما أخبره الله أنه سيكون من بعده، وهذا الذي ذكرناه من تثبيت هذه المواقيت التي وصفنا لأهل العراق ولمَنْ ذكرنا معهم هو قول أبي حنيفة وأبى يوسف ومحمد -رحمهم الله -.
ش: هذا السؤال وجوابه ظاهران، وقد ذكرنا نبذة عنه في هذا الباب.
قوله: "والشام إنما افتتحت" الواو فيه للحال، وفتحت الشام في سنة اثنتي عشرة من الهجرة.
قوله: "فإن كان يريد" أي هذا القائل.
قوله: "مثل جبلي طئ" أحد الجبلين سُمّي أَجَأَ على وزن فَعَلَ بالتحريك، والآخر يُسمى سلمى، وأما طيء فقد قال الجوهري: هو أبو قبيلة من اليمن، وهو طيء بن أدد بن كهلان بن سبأ بن حمير، والنسبة إليه طائي على غير قياس، وأصله طيئي مثال طبيعي، فقلبوا الياء ألِفًا وحذفوا الثانية، وقال: الطاءة مثل الطاعة: الإبعاد في المرعى، يقال: فرس بعيد الطاءة، قالوا: ومنه أخذ طَئِّ مثال سيد.
وقال الرشاطي في الأنساب": الطائي في كهلان ينسب إلى طيء واسمه جلهمة ابن أدد، وحكى ابن دريد عن الخليل بن أحمد قال: أصل طيء من طاوي وواو وياء، فقلبوا الواو ياء فصارت ياء ثقيلة، وكان ابن الكلبي يقول: سُمي طيئًا لأنه أول من طوى المناهل، وقال قطرب: هو فيعل بهمزة لاجتماع الياءان.
(١) كذا في "الأصل، ك" تكررت مرتين فقط وفي "شرح معاني الآثار" ومصادر تخريج الحديث، تكررت ثلاث مرات.