للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما حديث عمرو بن العاص فأخرجه الدارقطني في "سننه" (١): ثنا الحسين ابن إسماعيل، ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الله بن نمير، عن الحجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي - عليه السلام -: "أنه وقّت لأهل العراق ذات عرق".

وأخرجه الطبراني أيضًا (٢).

ص: فقال قائل: وكيف يجوز أن يكون النبي - عليه السلام - وقت لأهل العراق يومئذٍ ما وقت، والعراق إنما كانت بعده عليه السلام؟!

قيل له: كما وقّت لأهل الشام ما وقت والشام إنما افتتحت بعده - عليه السلام -، فإن كان يريد بما وقت لأهل الشام مَنْ كان في الناحية التي افتتحت حينئذٍ من قبل الشام، فكذلك يريد بما وقت لأهل العراق من كان في الناحية التي افتتحت حينئذٍ من قبل العراق مثل جبلي طيء ونواحيها، وإن كان ما وقّت لأهل الشام إنما هو لما علم بالوحي أن الشام ستكون دار إسلام، فكذلك ما وقّت لأهل العراق إنما هو لما علم بالوحي أن العراق ستكون دار إسلام، فإنه قد كان - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما سيفعله أهل العراق في زكاتهم مع ذكره ما سيفعله أهل الشام في زكاتهم.

حدثنا علي بن عبد العزيز البغدادي، قال: ثنا أحمد بن يونس.

وحدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الوحاظى.

وحدثنا فهدٌ قال: ثنا أبو غسان، قالوا: ثنا زهير بن معاوية، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -]، (٣): "منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشام مُدَّيها ودينارها، ومنعت مصر


(١) "سنن الدارقطني" (٢/ ٢٣٦ رقم ٣).
(٢) وأخرجه أيضًا الإِمام أحمد في "مسنده" (٢/ ١٨١ رقم ٦٦٩٧)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (٥/ ٢٨ رقم ٨٦٦٨).
(٣) في "الأصل، ك": "صلى الله عليه السلام".

<<  <  ج: ص:  >  >>