للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا شعبة، عن إسحاق بن سويد، عن أم حبيية، عن الرجل الذي كان أتى النبي -عليه السلام- قال: "أتيت رسول الله -عليه السلام- في حاجة وأنا متخلق، فقال: اذهب فاغتسل، فذهبت فاغتسلت ثم جئت، فقال: اذهب فاغتسل، فذهبت فأخذت شيئًا اتبع به وضره".

ش: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وإسحاق بن سويد بن هبيرة العدوي البصري.

قوله: "وضره" بفتح الواو والضاد المعجمة أراد أثر الخلوق الذي كان عليه، وقال ابن الأثير: والوضر من الصفرة هو اللطخ من الخلوق أو الطيب له لون، وذلك من فعل العروس إذا دخل على زوجته، والوضر (من أثر) (١) غير الطيب أيضًا وفي الحديث: "فجعل يأكل ويتتبع باللقمة وضر الصحفة" أي دسمها وأثر الطعام فيها.

ص: فنهى رسول الله -عليه السلام- الرجال في هذه الآثار كلها عن التزعفر [وإنما] (٢) أمر الرجل الذي أمره بغسل طيبه الذي كان عليه في حديث يعلى لأنه لم يكن من طيب الرجال، وليس في ذلك دليل على حكم من أراد الإِحرام هل له أن يتطيب بطيب يبقى عليه بعد الإِحرام أم لا.

ش: أراد بهذه الآثار: الأحاديث التي رواها عن أنس ويعلى بن مرة وعمران بن حصين وأبي موسى الأشعري وأم حبيبة عن الرجل.

قوله: "عن التزعفر" أي التطيب بالزعفران، وأراد بحديث يعلى هو الذي مرّ ذكره في هذا الباب وهو حديث يعلى بن أُميَّة.

ص: وأما ما رووه عن عمر وعثمان -رضي الله عنهما- في ذلك فإنه قد خالفهما في ذلك عبد الله بن عباس:


(١) كذا في "الأصل، ك"، وفي "النهاية" (٥/ ١٩٥): "الأثر من".
(٢) في "الأصل، ك"، و"شرح معاني الآثار": "فإنما".

<<  <  ج: ص:  >  >>