للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "خفاف الحقائب" جمع حقيبة وهو كل ما حمل في مؤخر الرحل والقتب ومنه احتقب فلان كذا.

قوله: "فلما مسحنا البيت" أي فلما طفنا بالبيت، لأن الطائف يمسح الركن فعبر عن الطواف ببعض ما يفعل فيه، ومنه قول ابن أبي ربيعة:

ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومَسَّح بالأركان من هو ما مسح

فكني بالمسح عن الطواف، قال عياض: وليس هذا اللفظ على عمومه، والمراد به ما عدا عائشة -رضي الله عنها- لأنها كانت حاضت فلم تتمسح بالبيت ولم تطف ولا تحللت، بذلك من عمرتها، وإنما قصدت هنا الإِخبار عن حجهم مع النبي -عليه السلام- على الصفة التي ذكرت ولم تتعرض لخبر عائشة وعذرها وخصوصها من بينهم، وقيل: لعل أسماء أشارت إلى عمرة عائشة التي فعلت بعد الحج مع أخيها عبد الرحمن، وأما قول من قال: لعلها أرادت في غير حجتهم مع النبي -عليه السلام- فخطأ لأن في الحديث النص أن ذلك كان في حجهم مع النبي -عليه السلام-، فإن قيل: لم تذكر أسماء في حديثها هذا السعي بين الصفا والمروة فدل أن ذلك ليس بواجب.

قلت: قال القاضي عياض: لا حجة في ذلك لمن لم يوجب السعي؛ لأن هذا الحديث إنما هو إخبار عما فعلوا مع النبي -عليه السلام- في حجة الوداع، والذي جاء فيه مفسرًا أنهم طافوا معه وسعوا، فيحمل ما أُجمل وأشكل على ما فُسِّر وبُيِّن، فافهم.

ص: حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا الخصيب، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن مطرف، عن عمران -رضي الله عنه- قال: "تمتعنا مع رسول الله -عليه السلام- ونزل فيها القرآن فلم ينهنا رسول الله -عليه السلام- ولم ينسخها شيء، ثم قال رجل برأيه ما شاء.

حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: "تمتعنا على عهد رسول الله -عليه السلام- متعة الحج، فلم ينهنا عنها ولم ينزل الله فيها نهيًا".

ش: هذان طريقان صحيحان:

<<  <  ج: ص:  >  >>